من المعروف أن الدراسات حول الأطفال قد أثبتت أنهم بحاجة لأنواع وأشكال متعددة من الألعاب والأدوات ليُكونوا الخيال وليُصبحوا مبتكرين أكثر. فاللعب جزء مهم جداً من يوم الطفل، ولكن الأمهات تواجه تحدي كبير في هذه الأيام نظراً لانتشار الألعاب الإلكترونية اللوحية والتي تأخذ الأطفال لعالم افتراضي معتمدين على أقل عدد من الحواس وبطريقة لعب منفردة لا تنمي أي من مهاراتهم الاجتماعية. ونتيجة الوعي بهذه الأمور فإنني أحاول جاهدة بالرغم من ضغوط الحياة أن يكون هناك أيضا وقت للعب الحر بعيداً عن اغراءات هذه الألعاب الإلكترونية لذا أحرص على أخذ أطفالي إلى أماكن اللعب التي توفر مساحات واسعة وألعاب مفيدة ومخصصة لهم حيث يكون لديهم وقت لكي يلعبوا كيفما يشاؤون.
من أكثر الأماكن التي تلبي حاجاتي، وتعطي أطفالي هذه المساحة من اللعب مناطق اللعب الداخلية والخارجية ؛مثلاً في الأردن/عمان أنصح بزيارة متحف الأطفال. وأحب أن أشارككم تجربتي في متحف الأطفال فنحن نزور المتحف بشكل روتيني ونقضي وقت لعب ممتع ومليء بالمرح.
متحف الأطفال هو مؤسسة تعليمية منبثقة من مبادرة لجلالة الملكة رانيا العبد الله التي كانت تطمح لتأسيس مكان يجتمع فيه الأطفال لقضاء وقت ممتع ومفيد مع مراعاة الأمان وقد حققت ذلك وبأعلى المستويات.
ومن أهم مزايا المتحف أنه يستقبل أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة هم وذويهم للدخول مجاناً طوال أيام السنة باستثناء أيام الفعاليات.
تصفحي أيضاً لينا أبو سمحة: تجربتي مع عملية SDR لعلاج الشلل الدماغي
فعند وصولنا أنا وأطفالي الثلاثة (جعفر وميريانا ومصطفى) وعند مكتب الاستقبال أخبرهم بوضع طفلتي من ذوي الاحتياجات الخاصة ويتم استقبالنا بشكل لطيف جداً. ما يعجبني كثيرا كأم لطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المتحف هو مراعاة احتياجات طفلتي وتوفير ألعاب تستطيع بقدراتها ولو كانت محدودة أن تتفاعل وتشعر بالمرح والاستمتاع وطبعا يمكن للعب أن يكون أيضاً طريقة للعلاج الطبيعي لأن اللعب يعد جزء مهم لتحفيز الطفل حركياً وهناك أحاول توجيهها و عمل بعض التمارين بطريقة اللعب لتطوير عمل الجهاز العصبي من خلال اللعب و تعزيز العديد من الوصلات العصبية التي قد تختفي أو تضعف إذا لم يتم استخدامها. لذا اعتبر زيارتي لهذا المكان الرائع بمثابة جلسة ممتعه للعلاج الطبيعي لها وقضاء وقت لعب ممتع ومليء بالمرح.
عند مدخل المتحف توجد المكتبة العامة والتي تحوي العديد من الكتب وتقيم العديد من أنشطة القراءات القصصية الهادفة للأطفال، كما يقيم المتحف عادة بعض الأنشطة الثقافية التي تعرض الأعمال الفنية والثقافية.
في كل مرة نذهب فيها إلى متحف الأطفال في الأردن أشعر بأننا في مكان آمن يحبه أطفالي. عند الدخول إلى منطقة اللعب أراهم في عالم آخر يتقمصون أدواراً مختلفة فمرة جعفر الميكانيكي، ومرة ميريانا الشرطية التي .تتفحص الأدلة ومصطفى الخباز الذي يتسوق عنده جعفر وميريانا
يبدأ جعفر بالركض، ومصطفى يختبئ، وميريانا تلحق بهم بعكازاتها بكل حماس، لكن بخطوات بطيئة ومدروسة، .في هذا المكان اشعر يا ليتني أعود طفلة صغيرة لألعب مثلهم
أنصحكم وبشدة لإيجاد حلول بعيداً عن الالعاب الالكترونية والتي قد تحرم أطفالنا من الاستمتاع بطفولة مليئة بالنشاط والاستكشاف.
اقرئي المزيد عن قصة لينا وميريانا الملهمة في لينا أبو سمحة وندى الكيلاني: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ما يعجبني كثيرا كأم لطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المتحف هو مراعاة احتياجات طفلتي، وتوفير ألعاب تستطيع بقدراتها ولو كانت محدودة أن تتفاعل و تشعر بالمرح والاستمتاع، وطبعا يمكن للعب أن يكون أيضاً طريقة للعلاج الطبيعي لأن اللعب يعد جزء مهم لتحفيز الطفل حركياً، وهناك أحاول توجيهها، وعمل بعض التمارين بطريقة اللعب لتطوير عمل الجهاز العصبي، من خلال اللعب و تعزيز العديد من الوصلات العصبية التي قد تختفي أو تضعف إذا لم يتم استخدامها. لذا اعتبر زيارتي لهذا المكان الرائع بمثابة جلسة ممتعه للعلاج الطبيعي لها وقضاء وقت لعب ممتع و مليء بالمرح.
كيف استغل المكان للعلاج الطبيعي؟ العلاج الطبيعي بالأساس هو تدريب للطفل و تحفيزه على استخدام عضلاته و جسمه بطريقة صحيحة، وكيف لنا أن نحفز الأطفال لعمل حركات رياضية في مراكز التدريب أو غرف المنزل .. بنظري قد يكون شيء ممل و غير محبب و لن يستجيب الطفل الا بوجود الألعاب و اثارة الرغبة لديه بالاكتشاف وهذا ما أجده في متحف الأطفال، فمع ميريانا أدعوها للمشي باتجاه لعبة ما مع الالتزام بتعليماتي، وإذا لم تلتزم أقوم بارجاعها خطوتين، هنا تستطيع التحكم بحركات جسمها أكثر، والتدرُّب بشكل عملي أكثر مع الاخذ بعين الاعتبار انها مسألة تتطلب منا كأهل الكثير من الصبر.
كما أن المشي بالمعينات الحركية في الأماكن العامة مهم جداً لدعم الطفل نفسياً، وزيادة ثقته بنفسه واعتياده على نظرات الفضول التي كثيراً ما يواجها أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا.