انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

ميرا حوراني: كيف تغلبتُ على التحديات وتمكنت من العودة لسوق العمل مع طفلين

ميرا حوراني: كيف تغلبتُ على التحديات وتمكنت من العودة لسوق العمل مع طفلين

حين يُطلب منكِ أن تشاركي قصتك، أول ما يخطر ببالك هو نهاية وبداية القصة، مثل الأفلام والروايات والقصص التي نسمعها ونقرأها. لكن حين تفكرين بقصتك عن الأمومة ومشوارها، فهي حتماً قصة لها بداية دون نهاية. الأمومة هو المشوار الوحيد الدائم والمستمر والذي يبدأ حتى قبل مقابلة المولود، يبدأ من لحظة تكون الجنين في رحم أمه.

لأن قصتي في بدايتها وعمرها أقل من 4 سنوات، سأروي لكم فصلاً واحداً من فصول حياتي مع الأمومة لعلي أكون سبباً في نشر الإيجابية والتوعية ولعلي أكون سبباً بدعم أم تبحث عن قصة تلهمها!

أنا ميرا الحوراني، صاحبة مدونة أمهات في الغربة، أردنية مقيمة في الإمارات، أم لطفلين تاليا ويوسف، أعمل في مجال التسويق الرقمي بدوام كامل. تجربتي مع العمل كأم لم تكن سهلة والمتعب بها هو الجانب النفسي وليس الجسدي مثلما يعتقد الكثير! في الحقيقة، حين كنت حاملاً بابنتي تاليا، كان زوجي يعاني من ضائقة مالية وظروف تعيسة جداً في العمل وبعد 3 أشهر من حملي خسرت وظيفتي أنا أيضاَ! تخيلوا مقدار المسؤولية والإرهاق النفسي الذي مررت به، لكن في الحقيقة جابهت هذه المشاعر، وتغلبت عليها بأنني حاولت ممارسة العمل الحر وقررت أن أكون سعيدة (رغم أنه في بعض الأيام لم أنجح بذلك وكانت دموعي تغلبني) إلا أنني أستطيع أن أقول الآن وبكل ثقة أنها كانت من أجمل الأيام في حياتي الزوجية لأننا شعرنا بأننا “سند لبعضنا البعض” وزادت الألفة بيننا كزوجين.

مرت الأيام وتعاونت أنا وزوجي على تربية تاليا، والعمل الحر، والوظيفة الكاملة هنا وهناك، حتى واجهتنا مشكلة أخرى وهي الحصول على مربية، وبسبب ضيق الظروف والتحديات كان لا بد أن أضحي بوظيفتي من أجل رعاية تاليا. خلال 18 شهراً عملت بوظيفة حرة، وكنت أراعي منزلي وطفلتي وعملي دون أي مساعدة، كنت أقضي حوالي 14 ساعة يومياً من العمل المتواصل وكنت في هذه الفترة أيضاً حامل بابني يوسف، كنت أشعر بالاكتئاب لأنني أعمل من المنزل ولأنني تخليت عن وظيفة الأحلام، ومن جهة أخرى كنت سعيدة بقضاء وقتي كله مع غاليتي.

بعد أشهر قليلة ساءت الظروف مرة أخرى وأصبح الأمر أكثر تعقيداً! وأصبح موضوع العودة للعمل بعد ولادة طفلين أمراً أصعب وأصعب. كما واجهت العديد من التعليقات العنصرية خلال مقابلات العمل كوني أم لطفلين، وأن العمل قد لا ينسابني لأنني أم. إلا أنني تخطيت التحديات، وساعدتني الكثير من العناصر على ذلك:

1.  الدعم النفسي والإيجابي من الأهل والأصدقاء

2.  رفضت الاستسلام وكنت مقتنعة أنني سأجد المؤسسة المناسبة التي تقدر خبرتي وتراعي ظروفي العائلية، بل ورفضت المساومة على شروطي.

3.  زرعت بعقلي أفكار أنني أستحق التقدير لخبرتي وحبي وشغفي لعملي. وأولادي ليسوا عائقاً بحياتي بل هم دافع لأن أجتهد أكثر.

4. كنت أسهر ليل ونهار على مواقع التوظيف وكنت أتواصل مع جميع شركات التوظيف.

5. طورت من نفسي وتعلمت أشياء جديدة وكنت أحرص على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي حتى أسوق لمهارتي و خبرتي بشكل عملي.

6.  الدعاء والصدقة

بالنهاية بعد تعب استمر 18 شهرا، تخللتهم فترة حمل وولادة، حصلت على وظيفة وكان أحد معايير الاختيار أنني “أم” لأن المنتج بحاجة للتسويق للأمهات، وتحتاج الشركة أم بمثل خبرتي لتتمكن من التعامل مع مشاعر الأمومة وحاجات الأمهات. والحمد الله رب العالمين الذي وفقني لهذه الوظيفة، وكانت شروطي أن أعمل عن بعد ل ٣ أشهر حتى أحضر أولادي نفسياً للانفصال عنهم. مررت بسنوات من التعب والارهاق النفسي وحتى  المشاعر السلبية والإحباطات من سوق العمل.. لكني لم استسلم.

درسي القاسي الذي تعلمته من هذه التجربة أن: لكل آن أوان! والله ييسر الأمور في وقتها وليس الوقت الذي نتمناه نحن.

أمهات في الغربة
أمهات في الغربة

ميرا الحوراني – أمهات في الغربة


انضمي للنقاش