انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

متى ابدأ بوضع قواعد السلوك لطفلي؟

متى ابدأ بوضع قواعد السلوك لطفلي؟

يتشكل السلوك عند الأطفال منذ عمر صغير جداً، وهو مرتبط بشكل وثيق بطريقة تعامل الأهل مع الطفل، وطريقة تربيتهم. تتساءل الكثير من الأمهات عن العمر المناسب للبدء بوضع قواعد السلوك والمشي في مشوار التربية الطويل، والمعقد. سيكون من الصعب تثبيت الكثير من القواعد مع طفل لا يتكلم بعد، وفهمه للغة محدود جداً. ولكن يمكنك البدء بوضع قواعد السلوك من عمر مبكر جداً، من خلال طرق تربوية بسيطة. تعرفي معنا على خطوات ضبط سلوك الأطفال في المراحل العمرية المختلفة.

 خلال الأشهر الأولى بعد الولادة

قدرات الطفل اللغوية في هذه المرحلة محدودة جداً، لذلك قد يكون من الصعب استخدام أساليب التربية الكلاسيكية لضبط سلوك طفلك الرضيع. ولكن هناك أساليب ناجحة جداً في تربية الرضع والتي يمكنك اتباعها منذ عمر الأربعة أشهر. يحب الأطفال الرضع في هذا العمر شد شعر الأم، مما يثير ألم وتضايق الأم، احرصي على ألا تصرخي في وجه رضيعك، وحافظي على هدوءك، ثم اسحبي شعرك من بين أصابعه الصغيرة ووجهي يديه لشيء آخر مثل لعبة أو خشخيشة. من الأساليب التي أثبتت نجاحها في تعديل سلوك الرضع، هي التجاهل. فمثلاً عندما يقوم رضيعك برمي الطعام أثناء جلوسه على كرسي الطعام لا تبدي للأمر أي اهتمام، فعند تجاهلك لسلوك طفلك، سيدرك أنه سلوك غير مهم وسيتوقف عن تكراره.

من عمر ثمانية أشهر إلى عمر السنة

عندما يبدأ رضيعك بالزحف، أو الحبي في أرجاء البيت كجزء من تطور مهاراته الحركية من المهم وضع بعض الحدود والقواعد لطفلك. حيث أنه سيشعر بالفضول والرغبة في لمس واستكشاف أجزاء البيت المختلفة، والأغراض الموجودة في أناء بيتك. في هذا العمر لا يدرك الأطفال الأشياء التي يمكنهم أو لا يمكنهم القيام بها، لذلك إذا أردت ألا يلمس طفلك شيئاً ما، ابعديه عن متناول يديه الصغيرتين. ضعي في طريق طفلك الأشياء التي يمكنه اللعب بها، والتي لا تشكل خطورة عليه، فهذه هي الطريقة الأنسب للتربية في هذه المرحلة. تسارع أغلب الأمهات بقول كلمة “لا” بنبرة حادة عندما تريد إبعاد طفلها الرضيع عن شيء ما. ولكن الطفل لا يميز هذا الأمر بالنهي، فهو يعتبره مجرد كلمة جديدة، وليس أمراً بالابتعاد أو التوقف. كما أن الأطفال الرضع في هذا العمر لا يتحكمون بتصرفاتهم ليستطيعوا اتباع الأوامر. لذلك احرصي على إلهاء طفلك وابعاده عن الأشياء الخطرة بتوفير البدائل، وليس من خلال إعطاء الأوامر.

من عمر السنة إلى عمر السنتين

في هذا العمر تتحسن مهارات التواصل عند طفلك بشكل ملحوظ، فيمكنك البدء بشرح قواعد السلوك الأساسية. ويمكنك البدء باستخدام كلمة “لا” والحصول على نتائج فعالة. ولكن احذري ألا تستخدميها كثيراً فتفقد أهميتها. كما أن مهاراته الحركية ستزدهر كثيراً وسيصاحبها استقلالية كبيرة، وشعور كبير بالإحباط لعدم قدرته على فعل كل ما يريد. لذلك ستبدأ نوبات الغضب عند الأطفال في هذه المرحلة.

التعامل مع نوبات الغضب في هذه المرحلة، هي أكثر المواقف التربوية التي ستواجهينها مع طفلك. من المهم أن تعرفي طفلك وأن تعرفي الأسلوب الذي ينجح معه، جربي العناق، ثم التجاهل، أو الإلهاء للفت انتباه طفلك تجاه شيء آخر. ولكن إذا استغرقت نوبة الغضب فترة طويلة من طفلك، ابعديه عن الموقف، واشرحي له الخطأ في تصرفه، وأخبريه أنه عليه أن يهدأ قبل أن يستمر في فعل ما كان يفعله.

في هذه المرحلة العمرية أيضاً يشعر الطفل ببعض الإحباط لعدم قدرته عن التعبير من خلال الكلام بشكل فعال، لذلك قد يلجأ للعض أو الضرب. في هذه الحالات احرصي على التدخل بسرعة، وإخبار طفلك بحزم أن يتوقف عن هذا السلوك. كما عليك إعادة توجيه طفلك نحو تصرف آخر أو نشاط مختلف، ليهدأ. 

من عمر السنتين إلى عمر الثلاث سنوات

في هذه المرحلة العمرية قد يبدأ طفلك بالالتحاق بالحضانة، ولقاء أطفال آخرين، مما سيخلق تحديات تروية وسلوكية جديدة. من المهم في هذه المرحلة، إبقاء الأوامر التربية وقواعد السلوك بسيطة قدر الإمكان. أعط طفلك أوامر واضحة وقصيرة، ولا تعقدي الأمور لتحصلي على نتائج فعالة في تربية صغيرك. لا تسهبي في الشرح إذا أراد طفلك أخذ لعبة صديقه، قومي بإعادتها للطفل الآخر، وأخبريه بكل بساطة: لا تأخذ ألعاب غيرك دون إذن، ثم أعطيه لعبة أخرى.

من الأساليب التربوية الفعالة في هذه المرحلة: أسلوب ابعاد الطفل أو المعروف بأسلوب Time Out حيث يبعد الطفل عن الموقف الذي أساء التصرف فيه، ويطلب منه الجلوس على كرسي لمدة دقيقة عن كل سنة من عمره. فإذا كان عمر طفلك سنتين عليه أن يجلس بعيداً لمدة دقيقتين. وإذا كان عمره ثلاث سنوات عليه أن يجلس لمدة ثلاث دقائق. ينجح هذه الأسلوب مع الكثير من الأطفال، ولا يبدي أي نفعاً مع غيرهم، فكل طفل فريد، وعلى الأم الاستمرار في المحاولة لإيجاد الأسلوب التربوي الأنسب لها ولطفلها.

من عمر ثلاث سنوات إلى عمر الخمس سنوات

في هذا العمر تتطور مهارات الطفل في التواصل والفهم بشكل كبير. كما يحاول الطفل اتقان بعض المهارات الاجتماعية مثل المشاركة واللعب مع الآخرين. في هذه المرحلة يمكن لطفلك فهم القواعد وأسباب وضعها، ولماذا عليه اتباعها لذلك احرصي على التحدث مع طفلك كثيراً عند إرساء القواعد السلوكية، وأشعريه بأنه جزء من فريق وعليه أن يتعاون معك لكي يعدل من سلوكه. من الأساليب التروية الناجحة في هذه المرحلة، أسلوب التعزيز الإيجابي. عززي السلوك الإيجابي عند طفلك وركزي على ذلك أكثر من معاقبة سلوكه السلبي فقد تبين أن النتائج تكون أكثر فاعلية وأكثر استدامه. واحرصي أن تكوني مثلاً أعلى لطفلك، فأغلب سلوك الأطفال هو تقليد لسلوك الأهل. لذلك إذا أردت ألا يكذب طفلك لا تقومي بالكذب أمامه، وإذا أردته أن يأخذ طبق طعامه إلى المطبخ فور انتهاءه من وجبته، قومي بهذا الأمر دائماً أمامه. إذا لم تنفع الأساليب الإيجابية يمكنك معاقبة طفلك لعدم اتباعه السلوك من خلال وضع علامة سالبة على لوح تقييم السلوك، أو أخذ لعبته المفضلة، أو حرمانه من مشاهدة التلفزيون. ولكن احرصي على إعادة أي شيء حرمت طفلك منه فور تعديله لسلوكه السابق.

  في عمر المدرسة وعمر المراهقة

هذه المرحلة هامة جداً في تربية طفلك، فهي بمثابة فرصتك الأخيرة لتقدمي للمجتمع أفراداً صالحين لذلك عليك التحلي بالكثير من الصبر والحكمة. في هذه المرحلة عليك التحدث مع أطفالك أكثر من قبل، وعيلك التقرب منهم ومعرفة تفاصيل حياتهم بعدياً عنك. احرصي على توجيه أطفالك دون أن تبدي كأم متسلطة لكيلا تفقدي السيطرة على علاقتك بأطفالك. امنحي أطفالك الخيارات وأشعريهم أنهم المتحكمين بالموقف. مثلاً إذا أصر طفلك على عدم تناول طعام معين، خيريه بين عدم تناول وجبته، وعدم الحصول على الحلوى لمدة يومين كاملين. ستجدين أن هذا الأسلوب أنجح من الصراخ والعصبية وفرض العقوبات مباشرة. احرصي في هذه المرحلة أن تستمعي لأطفالك، وأن تشعريهم بالأمان ليعبروا عما يريدون أمامك. وابقي أبواب الحوار والتفاوض مفتوحة مع المحافظة عل سلطاتك ودورك كأم ومسؤولة عن رعايتهم وحمايتهم.

تحتاج التربية في هذه المرحلة للكثير من الصبر، والحكمة والهدوء أيضاً. لذلك خذي نفساً عميقاً واعملي جهدك أن تقومي بالأمر الصائب، واتبعي احساسك واختاري الأسلوب التربوي الأفضل لك ولأطفالك لتنجحي في إرساء قواعد سلوكية سليمة لديهم.

 

 

تصفحي أيضاً كيف اساعد اطفالي في التخلص من ادمان الالعاب الالكترونية

قبل المراهقة: كيف أتعامل مع عناد طفلي؟

كيف أعود أطفالي على الصلاة في وقتها؟

تفادي هذه الأخطاء لتربية أطفال أصحاء عقلياً


انضمي للنقاش