انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة : ما لم يخبرك به أحد

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة : ما لم يخبرك به أحد

لا شك أن فوائد الرضاعة الطبيعية أصبحت معروفة لديك وهي أهم الأسباب التي دفعتك لاتباع خيار الرضاعة الطبيعية مع طفلك المولود حديثاً. ولكن هناك الكثير من الأمور الغامضة عن الرضاعة الطبيعية بعد الولادة التي تغيب عن الكثير من الأمهات الجدد. لذلك أردنا أن نقدم لك توضيحات مفصلة لكل الأسئلة التي قد تدور في بالك عن رضاعة الاطفال حديثي الولادة من خلال طرح هذه الأسئلة على استشارية الرضاعة الطبيعية يافا عجوة

هل أستطيع إرضاع طفلي بعد الولادة مباشرة؟ 

نعم أكيد يمكن إرضاع الطفل بعد الولادة مباشرة. كما أن التوصيات العالمية بشأن رضاعه حديثي الولاده هو وضع الطفل على ثدي الأم بعد الولادة مباشرة لمدة لا تقل عن نصف ساعة، وهذه المدة قد تصل إلى ساعة كاملة. تسمى هذه الساعة بالساعة الذهبية، والتي تعتبر مهمة أيضاً في تنظيم حرارة الطفل حديث الولادة. بالإضافة إلى أنها تساعد في إدرار حليب الأم بشكل أسرع وإنجاح الرضاعة الطبيعية بعد الولادة . خلال هذه الساعة الذهبية يمكن أن يحاول الطفل الإمساك بالحلمة وبدء الرضاعة مباشرة. وذلك ممكن في حالة الولادة الطبيعية والولادة القيصرية على حد سواء، بشرط أن يكون الوضع الصحي للطفل والأم يسمح بذلك بالتأكيد.


هل يوجد حليب في ثدي الأم بعد الولادة مباشرة؟

نعم بالتأكيد يوجد حليب في ثدي الأم بعد الولادة. حيث أن حليب اللبأ يبدأ بالتشكل في الثلث الثاني من الحمل تظن الأمهات في الأيام الأولى بعد الولادة أن ليس لديها حليب، لأنها لا يمكن أن ترى حليب أبيض يتدفق من الثدي ولكن في الحقيقة حليب اللبأ موجود وهو شفاف مائل إلى اللون الأصفر. وهو ما يعرف بالغذاء الذهبي لأنه أفضل ما يمكن أن يحصل عليه الطفل طيلة حياته. كمية حليب اللبأ تكون قليلة وتنزل مباشرة إلى معدة الطفل حديث الولادة، وغالباً لا تراها الأم فتظن مخطئة أن ليس لديها حليب مما يدفعها للأسف إلى إعطاء الحليب الصناعي. بالرغم أن حليب اللبأ كافي لإشباع الطفل المولود حديثاً لأن حجم معدته يكون بين خمسة إلى سبعة مليلتر. بعد ثلاثة إلى سبعة أيام من الولادة ينزل حليب الرضاعة الطبيعية الأبيض اللون. ومن الأسباب التي تدفع الأمهات للقلق والإسراع بإعطاء الحليب الصناعي، والتوقف عن الرضاعة الطبيعية بعد الولادة هو أنه غالباً ما يصاب الطفل حديث الولادة في اليوم الثاني بعد الولادة بما يعرف بمتلازمة الليلة الثانية أو Second night syndrome حيث يستمر الطفل بالبكاء بسبب إدراكه لوجوده في محيط جديد كثير الإضاءة وكثير الأصوات. بعد أن كان في مكان بدون إضاءة لا يسمع فيه إلا نبضات قلب أمه. ولا علاقة لهذا البكاء بعدم شبع الطفل، لأنه قد حصل بالفعل على ما يحتاج من تغذية من حليب اللبأ.

الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المتلازمة هي احتضان الطفل وملامسة جلده مع جلد الأم أو ما يعرف ب Skin to skin  لأن ذلك سيسمح للطفل بسماع دقات قلب أمه ويمنحه الاطمئنان، والراحة، وسيساعد في إدرار الحليب. كما ينصح بإرضاع الطفل كلما احتاج لذلك، حتى لو كان كل نصف ساعة.

  ننصح الأمهات بالصبر والاستمرار بإرضاع الطفل طبيعياً وعدم اللجوء إلى الحليب الصناعي لأنه قد يؤدي إلى توسيع معدة الطفل بشكل غير صحي، وإعطاءه كمية مبالغة من الحليب تفوق حجم معدته الصغيرة. وتظن الأمهات أن طفلها قد شبع بعد أن أخذ طفلها ثاني يوم من الولادة 30 مليلتر أو أكثر من الحليب الصناعي، لأنه نام ثلاثة أو أربع ساعات متواصلة. وفي الحقيقة هذا أمر مغلوط فالنوم لفترة طويلة لا يعتبر دلالة على شبع الطفل من الحليب الصناعي بل هي ردة فعل لكمية الحليب التي تفوق طاقة معدته. حيث أن الطفل حديث الولادة ينام لمدة ساعتين فقط بين وجبات الرضاعة الطبيعية، وأي مدة أكثر من ذلك قد تعرض الطفل إلى مخاطر موت الرضع المفاجئ. لذلك أؤكد على ضرورة الاطلاع على هذه المعلومات من قبل الأم ومن قبل زوجها، ليقدم لها الدعم الكافي ويشجعها والتعرف على أهمية إرضاع الطفل حصرياً من ثدي الأم لضمان حصوله على أقصى فائدة من حليب الرضاعة الطبيعية.

ما أهمية حليب اللبأ؟

الرضاعة بشكل عام مفيدة للأم وتحميها من نزيف ما بعد الولادة، حيث كلما أرضعت الأم طفلها يزداد إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يحفز انقباضات الرحم، ليعود الرحم لشكله وحجمه قبل الحمل. كما أن هناك دلائل على أن الرضاعة الطبيعية تحمي من سرطان الثدي وسرطان الرحم.

أما أهم ميزات حليب اللبأ للطفل الرضيع فهو أغنى غذاء يحتوي على الأجسام المضادة التي يحتاجها للوقاية من الأمراض والفيروسات. لذلك ننصح باستمرار الأمهات بالرضاعة في زمن كورونا لأن حليب الأم أهم مصدر لتعزيز مناعة الرضع. لذلك أنصح حتى الأمهات اللاتي يفكرن بفطام أطفالهن عن الرضاعة الطبيعية التوقف عن الفطام والاستمرار بالرضاعة الطبيعية. وذلك بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية لطب الأطفال.

ما هي أهم خطوات لضمان أن تكون الرضاعة صحيحة؟

الاستعداد للرضاعة الطبيعية من قبل الولادة، والقراءة كثيراً عن الموضوع. لأن الرضاعة الطبيعية بحاجة لتدريب الأم والطفل.

-طلب المساعدة، أنصح الأمهات الجدد دائماً باختيار مستشفى صديق للطفل، وهي إحدى مبادرات يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.  حيث تكون الساعة الذهبية التي ذكرتها سابقاً شرطاً أساسياً بعد الولادة. كما تكون هذه المستشفيات مجهزة بطاقم من أخصائيات الرضاعة لمساعدة الأمهات في الخطوات الأولى للرضاعة بعد الولادة. وتساعد أيضاً أخصائية الرضاعة الأم في تجنب مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة التي قد تحول دون استمرار الأم في إرضاع طفلها في الكثير من الحالات.

– من المهم تحضير الأب وتحضير المجتمع المحيط لتحصل الأم على الدعم الكامل أثناء الرضاعة الطبيعية. حيث أثبتت الدراسات أن دعم الزوج أثناء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة يضمن نجاح الرضاعة بنسبة 50%، لأن دعمه يمنح الأم القوة إذا ما أحست بضعف أو إحباط أثناء إرضاع طفلها. كما أن دور الزوج في مساعدة الأم ومنحها بضع ساعات من الراحة أساسي في إنجاح الرضاعة الطبيعية. حيث أن هرمون الأوكسيتوسن الذي يعتبر أساسي في إدرار الحليب، يتأثر بالإجهاد والتعب. فإذا كانت الأم محرومة من النوم ومجهدة ومتعبة سيؤثر ذلك سلباً على الرضاعة الطبيعية بعد الولادة. وهنا يأتي دور الزوج في دعم ومساعدة الأم ومساعدتها بالعناية بالطفل لتحصل على ساعات إضافية من النوم الذي تحتاجه بشدة.

هل تزيد مشاكل الرضاعة الطبيعية بعد الولادة من اكتئاب بعد الولادة؟

نعم بالتأكيد، حيث بينت الدراسات أن توقعات الأم غير الواقعية عن تجربة الرضاعة الطبيعية، والظن بأنها تجربة سهلة، لا تحتاج لتحضير أو مساعدة، تسبب إحباط وصدمة تزيد من اكتئاب ما بعد الولادة. لذلك أنصح الأمهات بالاستعداد جيداً قبل الولادة لتفادي أي إحباط ومشاعر سلبية.

ما عدد الوجبات التي سيحتاجها الطفل؟

يحتاج الطفل في الشهر الأول من 10 إلى 12 وجبة من الرضاعة الطبيعية. وبعد الشهر الأول يحتاج الطفل الرضيع بين 8 و 12 وجبة رضاعة طبيعية كل يوم.

من المهم هنا التنويه لظاهرة معروفة باسم Cluster feeding  وهي فترة يحتاج الطفل فيها للرضاعة كل نصف ساعة، وأحياناً كل ربع ساعة. تستمر هذه الفترة يوم أو أسبوع. تحدث هذه الظاهرة لتحفيز الثدي على انتاج كمية أكبر من الحليب، لأن الطفل يمر بطفرة نمو سيحتاج خلالها لكمية أكبر من حليب الأم.

لذلك من المهم ألا تحسب الأمهات عدد الوجبات لأن احتياجات الأطفال تختلف، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة.

كيف يمكن زيادة إدرار حليب الأم؟

الشيء الوحيد المثبت علمياً أنه يعمل على زيادة إدرار الحليب، هو تحفيز الثدي من خلال تكرار الرضاعة. فكلما أرضعت الأم طفلها، كلما زاد إدرار الحليب. فمن أحد الأساليب التي نتبعها مع الأمهات لزيادة الحليب، هي شفط الحليب لمدة خمس دقائق بعد الانتهاء من إرضاع الطفل، وذلك لزيادة تحفيز الثدي.

تشير تجارب الأمهات لوجود بعض الأغذية التي ساعدتهم على زيادة إدرار الحليب. من هذه الأغذية:

-الشوفان

-الشومر

-الحلبة

-شوربة الدجاج

-زيادة شرب الماء

وفي الحقيقة تتفاوت التجارب مع هذه الأطعمة، وما قد ينفع مع أحد الأمهات قد لا ينفع مع غيرها. لذلك يمكن للأم تجربة هذه الأطعمة ومتابعة تأثيرها والالتزام بما ينفع بشكل إيجابي.

لم تخلص الدراسات العلمية لوجود أي إثبات علمي على فاعلية هذه الأغذية، فالنتائج مقتصرة على تجارب الأمهات. وتشير الدراسات إلى أن هذا التأثير قد يكون نابعاً من ارتياح الأم، وزيادة تحفيز الأوكسيتوسن الذي يحفز إدرار الحليب.

أنصح الأمهات بتجنب الوصفات الشعبية الغنية بالسكر والدهون لإدرار الحليب، والالتزام بنظام صحي متكامل لا يتعدى 1800 سعره ولا يقل عن 1500 سعر حراري

هل يمكن تنظيم الرضاعة الطبيعية للطفل حديث الولادة؟

من الصعب تنظيم الرضاعة الطبيعية في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة. وذلك بسبب وجود طفرات متفاوتة للنمو. بعد ثلاثة شهور تصبح الأم أكثر قدرة على تقييم برنامج رضاعة طفلها. لذلك أنصح الأمهات المضطرات للعودة للعمل بعد فترة قصيرة من الولادة، مراقبة جدول رضاعة الطفل لمدة 3 ايام تقريبا لحساب عدد مرات الرضاعة خلال 24 ساعة. وابدأ بسحب الحليب على الاقل قبل 3 ايام من العوده الى العمل. بناء على حاجة الطفل خلال اليوم يمكن بناء على حاجة الطفل خلال اليوم يمكن الوصول لمعادلة مناسبة لعدد الوجبات التي على الطفل أن يرضعها مباشرة من أمه، والوجبات التي على الأم سحبها باستخدام شفاط الحليب.

ما هي أفضل نصيحة يمكنك تقديمها للأمهات الجدد عن الرضاعة الطبيعية بعد الولادة ؟

 أهم نصيحة هي طلب المساعدة من استشارية رضاعة طبيعية لتحصل على معلومات، ومساعدة ودعم كافي في هذه المرحلة. والنصيحة الثانية عدم مراقبة الساعة، واستبدالها بمحاولة فهم طفلها، والتعرف على علامات الجوع والشبع لديه. وعدم الاعتماد فقط على بكاء الطفل الرضيع لتحديد إذا ما كان جائعاً. أهم علامة لشبع الطفل من حليب الأم هي زيادة وزن الطفل، وإن تعذر قياس وزن الطفل في البيت، يمكن الاعتماد على عدد الحفاضات المبتلة خلال اليوم. فإذا كان طفلك يبلل ست حفاضات بعد اليوم السادس من الولادة فهذا دليل على حصوله على ما يكفيه من حليب الرضاعة الطبيعية.

للمزيد عن الرضاعة الطبيعية مع الأخصائية يافا عجوة تصفحي موقعها www.the-lactivist.com


انضمي للنقاش