وصلت معدلات السمنة لدى الأطفال إلى مستويات وبائية في كل من البلدان المتقدمة والنامية. ومن المعروف أن زيادة الوزن والسمنة في الطفولة لها تأثير كبير على كل من الصحة البدنية والنفسية. إذ أنه من المرجح أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في سن أصغر. ويمكن أن تؤثر السمنة لدى الأطفال بشكل كبير على صحة الأطفال البدنية والرفاه الاجتماعي والعاطفي واحترام الذات. وقد ترتبط أيضًا بالأداء الأكاديمي الضعيف.
تعد السمنة اضطراب متعدد العوامل إذ تلعب العوامل البيئية ونمط أسلوب الحياة والبيئة الثقافية أدوارًا محورية في زيادة انتشار السمنة في جميع أنحاء العالم. وبشكل عام، أن زيادة الوزن والسمنة هي نتيجة الزيادة في السعرات الحرارية المتناولة وبالتالي تراكم دهون الجسم. ومن ناحية أخرى، هناك أدلة داعمة على الدور الأساسي للإفراط في تناول السكر عن طريق المشروبات الغازية والحلويات، وزيادة حجم الحصة الغذائية، والانخفاض في النشاط البدني في ارتفاع معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم.
علاج للأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن:
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بوضع الأطفال فوق عمر السنتين والمراهقين الذين يندرج وزنهم في فئة الوزن الزائد في برنامج الحفاظ على الوزن لإبطاء تقدم زيادة الوزن. تتيح هذه الاستراتيجية للطفل الزيادة في نمو الطول ولكن ليس في الوزن، مما يؤدي إلى انخفاض مؤشر كتلة الجسم بمرور الوقت في نطاق أكثر صحة.
علاج للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة:
قد يتم تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة والذين يعانون من السمنة المفرطة على تعديل عاداتهم الغذائية لفقدان الوزن التدريجي الذي لا يزيد عن 0.5 كيلوغرام في الشهر. أما الأطفال والمراهقين الأكبر سناً الذين يعانون من السمنة أو من السمنة المفرطة قد يتم تشجيعهم على تعديل عاداتهم الغذائية بهدف فقدان وزن يصل إلى حوالي 1 كيلوغرام في الأسبوع.
طرق الحفاظ على وزن طفلك الحالي أو فقدان الوزن:
يحتاج طفلك إلى اتباع نظام غذائي صحي سواء من حيث نوع وكمية الطعام وزيادة النشاط البدني. يعتمد النجاح إلى حد كبير على التزامك بمساعدة طفلك على إجراء هذه التغييرات.
الغذاء الصحي:
بما أن الوالدين هم الذين يتبضعون البقالة ويطهون الوجبات ويقررون أين يتم تناول الطعام فان أية تغييرات صغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في صحة طفلك.
-عند التسوق للطعام اختر الفواكه والخضروات الطازجة. قلل من تناول الأطعمة المصنعة مثل الكعك والبسكويت والوجبات الجاهزة التي غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون والسعرات الحرارية.
-الحد من استهلاك المشروبات المحلاة، وهذا يشمل تلك التي تحتوي على عصير الفاكهة المصنع. توفر هذه المشروبات قيمة غذائية قليلة مقابل السعرات الحرارية العالية. يمكنهم أيضًا جعل طفلك يشعر بالامتلاء أكثر من تناول الأطعمة الصحية.
-الحد من تناول الوجبات السريعة. تكون معظم الوجبات السريعة عالية بالدهون والسعرات الحرارية.
-الجلوس معا لتناول الوجبات الرئيسية. اجعليه وقتاً لمشاركة الأخبار ورواية القصص. لا تشجعي طفلك على تناول الطعام أمام شاشة تلفزيون أو لعبة فيديو، مما قد يؤدي إلى تناول الطعام بسرعة وتقليل الوعي بالمقدار الذي يتم تناوله.
-تناول أحجام حصص مناسبة. لا يحتاج الأطفال إلى حجم حصة الطعام مثل حصة البالغين. وتذكري أنه عند تناول الطعام بالخارج، تكون أحجام وجبات المطعم كبيرة جدًا.
النشاط البدني:
يعد النشاط البدني جزءًا مهمًا في تحقيق وزن صحي والحفاظ عليه، خاصة بالنسبة للأطفال. فهو يحرق السعرات الحرارية ويقوي العظام والعضلات، ويساعد الأطفال على النوم جيدًا في الليل. وتساعد العادات الجيدة التي تم تأسيسها في مرحلة الطفولة المراهقين على الحفاظ على أوزان صحية على الرغم من التغيرات الهرمونية والنمو السريع والتأثيرات الاجتماعية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإفراط في تناول الطعام.
لزيادة مستوى نشاط طفلك:
-حدّدي وقت التلفزيون والتسلية الترفيهية بما لا يزيد عن ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من سنتين. لا تسمحي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين بمشاهدة التلفزيون. يجب أيضًا أن تكون الأنشطة غير الحركية الأخرى مثل –ألعاب الفيديو وألعاب الحاسوب -محدودة أيضًا.
-التركيز على النشاط، وليس بالضرورة ممارسة الرياضة. يجب أن يكون الأطفال نشيطين بشكل فعال لمدة ساعة على الأقل في اليوم. لا يشترط أن يكون نشاط طفلك ضمن برنامج تمارين منظمة -فالهدف هو حركته. يمكن أن تكون أنشطة اللعب الحر -مثل لعب الغميضة أو القفز على الحبل -مثالية لحرق السعرات الحرارية وتحسين اللياقة البدنية.
-ابحثي عن الأنشطة التي يحبها طفلك. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحب القراءة، فالسير أو ركوب الدراجة إلى مكتبة الحي للحصول على كتاب يعتبر نشاطاً بدنياً.
أسلوب نمط الحياة:
إذا كنت تعانين من زيادة الوزن وتفكري في الحمل، فقد يؤثر خسارة الوزن وتناول الطعام الصحي بشكل جيد على مستقبل صحة طفلك. وقد يكون لعادات الكل الصحية طوال فترة الحمل تأثير إيجابي على خيارات طفلك الغذائية اللاحقة.
لإعطاء طفلك بداية صحية، توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية حصريًا لمدة أربعة إلى ستة أشهر.
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها في المنزل لمساعدة طفلك على النجاح:
-كوني نموذجاً يحتذى به. اختاري الأطعمة الصحية واستغلي أوقات الفراغ بالأنشطة البدنية.
-إشراك الأسرة بأكملها. اجعلي الأكل الصحي من الأولويات وشددِ على أهمية أن يكون كل شخص نشطًا بدنيًا. هذا يجنبك تمييز الطفل الذي يعاني من زيادة الوزن.
التعامل والدعم:
يلعب الوالدان دورًا مهمًا في مساعدة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة على الشعور بالحب والتحكم في وزنهم. استفيدي من كل فرصة لبناء احترام الذات لدى طفلك. لا تخافي من إثارة موضوع الصحة واللياقة البدنية، لكن احذري أن ينظر الطفل إلى مخاوفك كإهانة. تحدثي إلى أطفالك مباشرةً وبصراحة ولكن دون انتقاد هادم.
بالإضافة إلى ذلك، ضعي في اعتبارك ما يلي:
-تجنبي الحديث عن الوزن. التعليقات السلبية عن وزنك أو وزن شخص آخر أو طفلك -حتى لو كان حسن النية -يمكن أن تؤذي طفلك. الحديث السلبي عن الوزن يمكن أن يؤدي إلى بناء صورة سلبية عن الجسم. بدلاً من ذلك، ركزي محادثتك على الأكل الصحي وصورة الجسم الإيجابية.
-ابحثي عن أسباب للثناء على جهود طفلك. احتفلي بالتغييرات الصغيرة والإضافية في السلوك ولكن لا تكافئيه بالطعام. اختاري طرقًا أخرى لتقدير إنجازات طفلك، مثل الذهاب إلى الملعب أو المنتزه المحلي.
-تحدثي إلى طفلك عن مشاعره. ساعدي طفلك على إيجاد طرق أخرى غير تناول الطعام للتعامل مع مشاعره المختلفة.
-ساعدي طفلك على التركيز على الأهداف الإيجابية. على سبيل المثال، أشيري إلى أنه يمكنه الآن ركوب الدراجة لأكثر من 20 دقيقة دون الشعور بالإجهاد والتعب.
-كوني صبورة. إن التركيز الشديد على عادات الأكل لدى طفلك ووزنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية بسهولة، مما يؤدي إلى تناول الطعام أكثر من اللازم أو ربما يجعله عرضة لخطر الإصابة باضطرابات الأكل العصابية.
اخصائية التغذية بتول باير
www.lomi-app.com
تطبيق لومي آب للحمية والحياة الصحية
تصفحي أيضاً أفضل أنواع الرياضة للأطفال في عمر المدرسة