انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

كم لغة أجنبية يجب أن يتقن طفلك

كم لغة أجنبية يجب أن يتقن طفلك

تسعى الأم المعاصرة دائماً لأن يحصل أطفالها على الأفضل في كل شيء، وتحرص دائماً أن يكونوا متميزين يتمتعون بمهارات عديدة. مما لا شك فيه أن مهارة إتقان لغة أجنبية أمر مهم جداً وله فوائد عديدة. ولكن هل لغة واحدة تكفي؟ وكم لغة أجنبية يجيب أن يتقن الطفل؟ وأي اللغات الأجنبية هي الأهم والأكثر فائدة؟ اعرفي الإجابات على هذه الأسئلة وأكثر فيما يلي.

 ما هي فوائد تعلم لغة أجنبية ؟

1-زيادة الثقافة

مع تعلم كل لغة أجنبية يكتسب الإنسان معلومات كثيرة عن البلد أو البلاد الناطقة بهذه اللغة. حيث تفتح هذه اللغة للمتعلم أبواباً واسعة على معلومات تاريخية وجغرافية وثقافية عديدة. لذلك تعتبر فرصة تعلم اللغات تجربة تعليمية غنية ومفيدة على مختلف الأصعدة.

2-تعزيز مرونة الدماغ وتحفيز التعلم

يتطلب تعلم اللغات مهارات تعليمية عديدة، منها مهارة الربط المنطقي، والاستنتاج، وحل المشكلات وحفظ المرادفات. مما يجعله أسلوب مثالي لزيادة مرونة الدماغ وتحفيز التعلم عند الأطفال. حتى أنه أشارت بعض الدراسات أن تعلم لغة أجنبية يرفع محصل ذكاء الشخص بشكل ملحوظ.

3-زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات

عندما يتقن الطفل لغة غير اللغة الأم فإنه يرى نتيجة مجهود بذله على مرور سنوات. وعندما يتوج هذا المجهود بإنجاز مثل إنتاج نص مكتوب بلغة أجنبية أو قدرته على التكلم بطلاقة بهذه اللغة، فذلك يشكل داعماً قوياً للطفل يزيد من ثقته بنفسه، وتقديره لذاته.

كم لغة أجنبية يجب أن يتقن الطفل؟

يلتحق الكثير من الأطفال اليوم بمدارس ذات نظام أجنبي، وفي الغالب يكون نظاماً دراسياً باللغة الإنجليزية، حيث أن النظام البريطاني والأمريكي هما من أكثر الأنظمة انتشاراً في الوطن العربي. لذلك فأغلب هؤلاء الأطفال يتعلمون بالفعل لغة أجنبية غير اللغة العربية لغتهم الأم.  كما أن هذه المدارس الدولية مجبرة على تدريس مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والعلوم الاجتماعية باللغة العربية، مما يجعل الطفل مثقل بعدد كبير من المواد جزء منها باللغة الإنجليزية وجزء باللغة العربية.

تقدم بعض المدارس الدولية خيار لغة ثالثة وعادة ما يكون بعدد حصص أقل أسبوعياً لكي تتسع في البرنامج الدراسي الثقيل الذي يتبعه الأطفال. فيصبح تعلم اللغة الأجنبية أخرى في الكثير من الأحيان عبئ على الطالب، وعلى الأهل بالإضافة إلى أن عدد الدروس الأسبوعية القليل وازدحام المواد الدراسية سيحول بين الطفل وبين اتقان هذه اللغة الثالثة. يحتاج إتقان لغة أجنبية جديدة إلى تكريس حوالي 30% من الوقت المخصص للدارسة، لدراسة هذه اللغة. وبينما يراوح الطفل بين تعلم المواد باللغة الإنجليزية والمواد باللغة العربية، واللغة الثالثة، فهل سيتقن أي من هذه اللغات أو كلها بنفس المستوى؟ وهل سيتبقى له الوقت للتركيز على باقي المواد الدراسية، والنشاطات اللاصفية، وممارسة الرياضة، واللعب، والراحة؟ من المهم الحصول على إجابات واضحة على هذه الأسئلة قبل البدء بتعليم الطفل لغة ثالثة أو رابعة.

هذا لا يعني أن هذا الأمر ينطبق على الجميع فبعض الأطفال لديهم موهبة وشغف في تعلم اللغات، فيبذلون مجهوداً إضافياً ويسعون لقراءة الكتب أو لسماع الأغاني ومشاهدة أفلام الكرتون الناطقة بهذه اللغة الثالثة سعياً للمزيد من التعلم والإتقان. فيصبح حينها تعلم لغة ثالثة ممكناً ويمكن للطفل الشغوف باللغات أن يتعلم عدة لغات حتى وإن لم يكن في نفس الوقت.

من الجدير بالذكر أن الدراسات المختصة بمجال تعليم اللغات الأجنبية تربط دائماً  تعلم اللغة الأجنبية بالعواطف، حيث أن مركز تعلم اللغات يقع في الجانب الأيمن من الدماغ وهو الجانب المسؤول عن العواطف والمشاعر.

لذلك عزيزتي الأم مهما كان النظام الدراسي لمدرسة طفلك حديث ومتطور، ومهما بذلت أنت من مجهود ليتعلم طفلك الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية بجانب العربية والإنجليزية، كوني واثقة بأن إن لم يحبب طفلك هذه اللغة فلن يتعلمها بسهولة وفي أغلب الأحيان لن يتمكن من إتقانها.

ما هي اللغات الأجنبية الأهم والأكثر فائدة؟

إذا بحثت في هذا الموضوع وخصوصاً في مجموعات الأمهات على وسائل التواصل، ستجدين أجوبة مختلفة مثل: الصينية، أو الإسبانية والفرنسية مع مبرر مقنع لكل لتعلم هذه اللغات.

وفي الحقيقة لا يوجد إجابة واحدة صحيحة تصلح للجميع على هذا السؤال. فكل ذلك يعتمد على عدة عوامل أهمها:

-أن تكون هذه اللغة لغة أحد الأبوين أو الأجداد

مثلاً إذا كانت والدة زوجك يونانية، وكان زوجك قد تعلم اليونانية من والدته وهو صغير، ولا يزال يتكلم بها معها ومع أخواله بطلاقة، فمن المناسب جداً أن يتعلم أطفالك اللغة اليونانية، لأنهم سيستخدمونها كثيراً عند لقاء أقاربهم من جهة جدتهم. بغض النظر عن أهمية ومدى انتشار هذه اللغة، إلا أنها في حالة أطفالك تعتبر لغة أجنبية مهمة لهم، وعليهم تعلمها واتقانها,

-المشاريع المستقبلية

إذا كنت تنوين الهجرة والإقامة في دولة تتحدث الفرنسية أو الإسبانية،  وبدأت فعلا باتخاذ خطوات عملية لذلك. إذا عليك بإعداد أطفالك والبدء بتعليمهم هذه اللغة، من خلال دورات تعليم اللغات أو من خلال المدرسة. أو إذا كان طفلك المراهق الذي سيتخرج من المدرسة بعد عامين ينوي الدراسة في ألمانيا فعليه أن يبدأ بأخذ دروس مكثفة باللغة الألمانية. أؤكد على أهمية أن تكون هذه المشاريع شبه مؤكدة ويمكن تحقيقها على المدى القريب. فمن العبث البدء بتعليم الطفل لغة بعمر الروضة فقط لأنك تحلمين أن يذهب للدراسة والإقامة في هذا البلد بعد عشر سنوات من الآن. فهناك الكثير من التغيرات التي قد تحدث خلال هذه الفترة، ومن الممكن جداً أن ينسى طفلك هذه اللغة وأن يفقد الاهتمام بتعلمها.

-البيئة المحيطة

إذا كنت تتكلمين أنت وزوجك العربية، وأطفالك ملتحقين بمدرسة تدرس المنهاج الفرنسي، ولكنكم مقيمين في بيئة ثنائية اللغة أو بلد يتحدث أغلب سكانها الإنجليزية، إذا من المهم جداً أن يتقن أطفالك الإنجليزية ليتمكنوا من التأقلم مع محيطهم بسهولة. فاللغة هي أداة التواصل الأساسية والهدف الأساسي من تعلم وإتقان اللغات هي التواصل والاندماج مع المجتمع المحيط.

-الشغف

إذا كان طفلك معجب بثقافة معينة، أو بلد معين ويقرأ عنه الكثير ويحلم بزيارته، ويحب سماع لغته ويحاول التحدث بها حتى إن لم يكن هناك أي فائدة مباشرة منها، شجعيه وألحقيه بدروس ليتعلم هذه اللغة ويحصل على فوائد تعلم لغة أجنبية جديدة. فهناك الكثير من الأطفال المعجبين باللغة اليابانية والكورية، ويتابعون أفلام الكرتون والأغاني الناطقة بهذه اللغات. لا تحبطي طفلك بقولك ما الفائدة من هذه اللغات غير المنتشرة، بل ادعميه وشجعيه، فدعم شغف طفلك من أهم ما يمكن أن تقدميه له.


انضمي للنقاش