انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

كيف تشجعين صغاركِ على الصيام

كيف تشجعين صغاركِ على الصيام

يعشق الصغار تقليد الكبار، في ذلك العمر الكبار هم مثلهم الأعلى، وعينهم المستقبلية على الحياة، وكل ما يفعلونه بنظرهم خارق وممتع. لذا عندما يجدون الجميع حولهم يتحدث عن الصيام وشهر رمضان لابد أنهم سيتحمسون ويُبادرون بإعلان رغبتهم في الانضمام إلى ذلك الحدث الكبير.

 

بالطبع قد يلتزمون ليومٍ أو اثنين، لكن الملل لن يلبث أن يتسرب إلى قلوبهم الصغيرة، ويشعرون بطول المدة ويُفقدهم التكرار الانبهار والحماسة.

هنا يأتي دورك بتشجيعهم والاحتفاء بجهدهم الصغير وإظهار فخرك الكبير بالتزامهم وانضمامهم اليكم في صيام شهر رمضان، والتأكيد على أنهم ليسوا مُكلفين بعد، لكنهم بعد سنوات قليلة سيكبرون وسُيصبح الصيام فرضاً واجباً عليهم ليرضى عنهم الله، ويعطيهم الكثير من الحسنات، لذا يمكنهم الاستمرار في التدرب ومشاركتكم الصيام بقدر احتمالهم كتدريبٍ صغير لهم حتى يكبروا ويستطيعوا إتمام الصيام كاملاً حتى آذان المغرب.

يمكنكِ تخصيص مكافأة صغيرة لهم لقاء جهدهم، لكن انتبهي…!  إن هي إلا شعرةٌ صغيرة تُفرقُ بين المكافأة والرشوة”، ولابد أن تكون جهودهم نابعة من قلوبهم ليس انتظاراً لمكافأة لتتعمق القيمة الروحانية لذلك الشهر الفضيل بقلوبهم وتتشبع بالرغبة في طاعة الله وطلب رضاه والامتثال لأوامره وتعظيم شعائره.

إليكِ صديقتي خطوات بسيطة لمكافأة صغاركِ في رمضان:

-لوحة بطل الصيام.

لوحة بسيطة يُكتب عليها اسم الطفل، ومن الممكن إلصاق صورته، مع جدول مقسم إلى ثلاثين مربع بعدد الأيام، مرسوم بكل مربع نجمة أو هلال صغير، يقوم الطفل بتلوين مربع لكل يوم يصومه.

-بالون المفاجآت.

يمكنك عمل بالون أو كيس صغير لكل يوم من أيام الشهر الكريم يحصلون على ما فيه عند آذان المغرب كل يوم كمكافأة صغيرة لهم، وربط ذلك بأن آذان المغرب هو مكافأة الله للصائم عن صبره طوال اليوم وامتثاله لأوامره.

يمكنك وضع لعبة صغيرة او قطعة حلوى صغيرة مع رسمة يقومون بتلوينها أو دعاء جديد أو حديث يتعلمونه أو ورقة بها مكافأة اليوم أو عمل صغير يقومون به ” كساعة لعب حر مع ماما، ساعة إضافية من مشاهدة التلفاز، ساعة من اللعب بفقاعات الصابون” إلى آخره من الأعمال المبهجة للصغار.

-مفكرة خاصة.

إذا كان صغارك أكبر من ست سنوات، يمكنك اقتناء أو طباعة مفكرة رمضانية خاصة بهم، يقومون بتسجيل إنجازات يومهم فيها وتسجيل صيامهم يوم بيوم، والاستمتاع بما فيها من انشطة وتحديات مختلفة، فلا تفتر همتهم ويتحمسون لاستقبال كل يوم جديد لاكتشاف ما فيه من أنشطة ومهمات جديدة.

-توزيع الصدقات.

يمكنك عمل وجبات للمحتاجين وإشراكهم معكم في توزيعها. يمكنك اقتراح أن يجمعوا ألعابهم التي لم يعودوا يلعبوا بها لإعطائها لصغار آخرين ليس لديهم مثلها.

-مكافأة متغيرة وغير متوقعة.

إن قررتِ مكافأتهم على صيامهم واجتهادهم، فاحرصي أن تكون المفاجأة متغيرة وغير ثابتة وليست يومية، ويُفضل أن تكون معنوية أو غير ذات قيمةٍ مادية كبيرة، فالصيام عبادة روحية، لابد أن يتعلموا تقديسها والإيمان بها والاجتهاد فيها دون مقابل، طلباً لرضا الله وطاعةً لأوامره.

-مكافأة غير مالية

لا تعتمدي المكافأة المالية كمكافأة للصيام، لتتشرب نفوسهم بروحانية ذلك الشهر الكريم وطاعاته، ويتعلموا أن الصيام عبادة روحية ثوابها عند الله عز وجل، إنما واجبنا هو الاجتهاد فيها وحسن إتمامها.

-أعلني فخرك بإنجازهم

أخبريهم دائماً أنكِ فخورة بهم وباجتهادهم ومحاولاتهم الرائعة رغم صغر سنهم. أخبري الأقارب والأصدقاء على مسمعٍ من صغارك بإنجازاتهم وأنهم أصبحوا يصومون مثل الكبار.

-هدية العيد.

احرصي على تجهيز هدية جميلة صباح يوم العيد كمكافأة لهم على اجتهادهم طوال الشهر الكريم، مع إخبارهم أن العيد هو بمثابة مكافأة من الله للمسلمين على عبادتهم والتزامهم طوال الشهر الكريم، فيفرحون بقدومه ويستقبلونه بالملابس الجديدة والزينات.

هذا العام ابدى صغيري _٤ سنوات_ حماسته وقرر أن يصوم مثلنا وأصبح يسأل عن موعد قدوم رمضان كل ساعةٍ تقريباً وصمم أن نعلق الزينة قبلها بأسبوع.

ألهمني ذلك أن أُصمم له لوحة صغيرة لتقريب الفكرة إلى ذهنه وتشجيعه أكثر، رسمتُ فانوساً مقسماً لثلاثة اجزاء كل بلون، ترمز للظهر والعصر والمغرب، صنعتُ جدولاً به نجوم بعدد أيام الشهر، سيقوم بتلوين نجمه اليوم بحسب الوقت الذي استطاع أن يصبر ويصوم حتى آذانه، رسمتُ له رسومات توضيحية صغيرة لتذكيره عن ماذا نصوم، مثل: الطعام والشراب والغضب.

قمت أيضاً بكتابة اسمه وإلصاق صورته وعلقتها في مكان بارز.

تحمس صغيري لاستعمال اللوحة والصيام أول يومين، ثم قرر في اليوم الثالث أنه لا يريد الصيام، لم أُعلق ولم اُذكره باللوحة، فقط أخبرته أن الصائم يعطيه الله حسنات ونحن نصوم ليعطينا الله حسنات أكثر ويحبنا أكثر، فاجأني مساءً أنه ذهب وحده للوحة ولون النجمة بلون مخالف دلالة أنه لم يصُم ذلك اليوم، ثم جاء وأخبرني أنه قرر أن يصوم غداً، أخبرته أني فخورةٌ به وأن الله سيكافئه بحسنات كثيرة.

في النهاية.. لا ترفعوا سقف توقعاتكم، ولاتجبروهم على شئ، دعوهم يراقبوا ويكتشفوا الأمر على مهل ويأخذوا كل الوقت الذي يحتاجونه. لا شيء يمر على الصغار مرور الكرام، لا تتعجلوا النتائج، وسيفاجئونكم بردود فعلهم التي تؤكد أن تعبكم وجهدكم معهم لم يذهب أبداً سُدى.

حفظ الله صغاركم، وأعانكم على الإحسان إليهم..

“كل عام وأنتم بخير.”


انضمي للنقاش