يحتاج الأطفال في عمر ما قبل المدرسة إلى تعلّم مهارة المشاركة حتى يتمكنوا من تكوين صداقات واللعب؛ قد تعتقدين أن طفلك صغيرك على تعلّم المهارات الأساسية. لذا نقدم لك نصائح وأفكار حول كيف تعلمين طفلك مهارة المشاركة!
أهمية تعليم مهارة المشاركة للأطفال
كأمهات نعتقد أن طفلنا على حق عندما يرغب طفل آخر أن يلعب معه بألعابه وأنه صغيرة على تعلّم المشاركة، لذلك تأتي أهمية تعليم الطفل مهارة المشاركة، إذ يقول دكتور كيفن وهو معالج نفسي وخبير إكلينيكي أن تعليم المشاركة في وقت مبكر يجعل الأطفال قادرين على تكوين علاقات اجتماعية وبناء الصداقات والحفاظ عليها، حيث تعلم المشاركة الأطفال تبادل الأدوار ومهارات التفاوض والتعاون وهي مهارات اساسية للنجاح في الحياة.
كيف تعلمين الأطفال المشاركة
إنه ملكي ، إنه لي!” كأمهات هذه الكلمات ليست بالغربية خصوصا عندما يأتي صديق ليلعب مع طفلك، وما أن تظهر لعبة مهملة يصل إليها صديقه فيبدأ في الصراخ ، جميع الأطفال الصغار يواجهون صعوبة في المشاركة وفهم هذا هو الخطوة الأولى لتعليم طفلك مهارة المشاركة .وقبل أن تصبح المشاركة أكثر صعوبة لطفلك إليك بعض الخطوات المهمة لمساعدة طفلك على تعلم المشاركة:
1.علمي طفلك قيمة المشاركة
تحدثي مع طفلك عن أهمية المشاركة، أخبريه أنه من الطبيعي أن يلعب بألعاب أحد الأصدقاء إذا ذهب إلى منزلهم، والعكس صحيح. شجعي طفلك في سن ما قبل المدرسة على أن يضع نفسه في مكان صديقه: “إذا ذهبت إلى منزل صديقك ولم يسمح لك باللعب بأي من ألعابه، كيف ستشعر؟”. قراءة قصص عن اللطف والتعاون ستساعد طفلك على فهم القيم أكثر.
2. شجعي طفلك
امدحي طفلك عندما يشارك ألعابه مع الآخرين “لقد أحببت حقًا الطريقة التي تركت بها صديقك يلعب بقطارك.” ” كان هذا لطيفًا جدًا منك.” حاولي دائماً أن تمدحي سلوكه حتى يستمر في التصرف الجيد.
3. لا تعاقبي، ولكن تدخلي
قد يكون من المحرج رؤية طفلك يخطف دمية من صديقه، ولكن إذا أخبرت طفلك أنه أناني، أو أجبرته على تسليم ممتلكاته الثمينة، فقد يتلقى رسالة مفادها أن المشاركة لها عواقب سلبية.
عندما يشعر الأطفال بالخجل أو الإحراج، فإنهم يصبحون في بعض الأحيان دفاعيين، مما يجعل تعلم مهارات جديدة أكثر صعوبة عليهم. لذا امنحي طفلك بعض الحرية في تحديد اللألعاب القابلة للمشاركة قبل حضور الضيف، وضعي في اعتبارك أنه من الطبيعي أن يرغب طفلك في الاحتفاظ ببعض الألعاب لنفسه، حيث يطور إحساسًا بالملكية، ولكن كوني مطمئنة أنه بمرور الوقت سيتعلم أن المشاركة مع الأصدقاء أكثر متعة من اللعب بمفرده.
4. كوني قدوة
الأطفال الذين يلاحظون العطاء لدى أهاليهم تسهل عليهم المشاركة، لذلك من المهم حقًا أن تكوني نموذجًا لهذا السلوك بشكل منتظم، قومي بإظهار المشاركة لطفلك في تصرفاتك اليومية، مثلا إذا كنت تأكلين برتقالة، فقدمي لطفلك بعضًا منها.
5. علميهم المشاركة عن طريق اللعب
من أفضل الطرق لترسيخ المبادئ لطفل صغير هي الألعاب؛ حيث تجذب الألعاب انتباه الطفل مما يجعل الدروس تترسخ أكثر في ذهن طفلك، ويتذكر الأطفال ما تعلموه خلال اللعب أكثر مما تعلموه بالكلام، العبي مع طفلك ألعاب تجعله يتعلم بعض القيم الأساسية كالعطاء والكرم . كما يمكنك قراءة بعض الكتب التي تحث على هذه القيم لطفلك.
تعليم مهارة المشاركة على حسب عمر طفلك
1. الأطفال ما قبل سن الروضة
ربما قد لا يفهم طفلك البالغ من العمر عامين المشاركة. على سبيل المثال، إذا كان لدى طفل آخر شيئًا يريده طفلك حقًا، فقد لا يفهم طفلك سبب انتظاره. الأطفال في هذا العمر ليسوا قادرين على إدارة عواطفهم، لذلك قد يحاول طفلك أخذ اللعبة التي يريدها، أو يصاب بنوبة غضب إذا لم يتمكن من الحصول عليها. لذلك فإن توقع قدرة طفلك على المشاركة في هذا العمر غير واقعية. وربما لن تساعد عواقب عدم المشاركة وبدلاً من ذلك من الأفضل تشجيع طفلك على المشاركة فقط.
2. الأطفال في عمر الروضة
في سن الثالثة يبدأ العديد من الأطفال في فهم تبادل الأدوار والمشاركة وهو من الأمور المهمة قبل دخول الروضة. على سبيل المثال، من المحتمل أن يفهم طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة أن المشاركة هي الشيء “التصرف العادل” الذي يجب القيام به، لكنه قد لا يرغب في المشاركة إذا كان يتضمن التخلي عن شيء ما. قد يكون طفلك أيضًا لا يزال غير صبور عند انتظار دوره.
يمكنك بناء مهارات مشاركة طفلك في مرحلة الروضة من خلال الثناء عليه، وتشجيع الإنصاف وشرح كيفية المشاركة. يمكن أن تساعد الأنشطة التي تتضمن المشاركة والتناوب – على سبيل المثال، تركيب برج معًا أو رسم صورة كبيرة باستخدام نفس حزمة أقلام التلوين.
ولكن لا بد أن تكوني واقعية بشأن قدرة طفلك في سن الروضة على المشاركة. في هذا العمر لا يزال معظم الأطفال يتعلمون ويمكن أن يجدوا صعوبة في فهم أفكار الآخرين ومشاعرهم.
3. الأطفال في عمر المدرسة
في هذا العمر يفهم أطفالك أن الآخرين لديهم مشاعر أيضًا. وهذا يعني أنه من المرجح أن يرحبوا بالمشاركة؛ حيث يتمتع الأطفال في سن المدرسة أيضًا بإحساس قوي بالإنصاف في هذا العمر، سيكون طفلك أكثر صبرًا وتحملًا مما كان عليه من قبل. سيكون طفلك أيضًا حريصًا على فعل الشيء الصحيح ويمكنه تكوين صداقات أكثر، مما يساعد على تطوير مهارة المشاركة.