تجد بعض الأمهات صعوبة في التعامل مع كل طلبات أطفالها لكثرة اعتمادهم عليها، فالاعتماد على النفس من المهارات التي تنميها الأم في أطفالها من الصغر لتنشئ جيل يتحمل المسؤولية وقادر على الانضباط واتمام مهامه بنفسه. كيف تعلمين طفلك الاعتماد على نفسه؟ ومتى تبدأين؟ تعرفي على نصائح د.جاسم المطوع لتعليم الطفل الاعتماد على النفس.
1| لا تؤدي المهام التي يمكن لطفلك القيام بها بنفسه:
قد يبدأ الأمر بتقديم مساعدة بسيطة منك لربط حذاء طفلك أو سكب الحليب له، ولكن بتعويده على هذه المساعدة بمرور الوقت سوف يتعود على هذا ويصبح معتمد عليك تماماً. فتصرفك هو ما يجعل طفلك يتعود على أداء بعض المهام التي يستطيع القيام بها بنفسه ويصبح طفل يتحمل المسؤولية.
واجبنا كأمهات لا يقتصر على أن نقدم المساعدة لأطفالنا، بل يتضمن تدريبهم للتطور وتنمية مهاراتهم وتنشئة أشخاص مستقلين. واحرصي أن تكون الطريقة محببة وهادئة وبعد تقديم الشرح والتدريب الكافي، كأن تأخذيه لأول مرة إلى حوض المغسلة وتقولي: هنا حوض المغسلة نضع فيها الأواني الفارغة بعد الانتهاء من الطعام. أو أن تشرحي لطفلك الكبير أن سلة المهملات في غرفته يجب ان تكون مربوطة ثم وضعها بعد العشاء مباشرة في سلة القمامة الكبيرة للتخلص منها، الحرص على إبدال الكيس لليلة التالية.
2| خصصي له بعض المسؤوليات المنزلية:
إعطاء طفلك بعض المهام المنزلية للقيام بها هي طريقة فعالة لتطوير وبناء قدرته على الاعتماد على نفسه، فهذا ينمي فيه احترام الذات، والشعور بأنه عنصر مهم في المنزل وأن المنزل مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة. كما تنمي لديه الشعور بالثقة لأن وجوده مهم لإتمام مهام تعتمدون عليه فيها. وهنا بعض النصائح عند تخصيص مهام منزلية لطفلك:
-أن تتوافق المهام المنزلية مع قدرته:
الغرض من هذه المهام هو تعليم طفلك المسؤولية، اعطه مهام صغيرة قادر على تحملها ولا تشكل خطر عليه مثل إعادة ألعابه إلى مكانها، المساعدة في تحضير المائدة للغداء ومهام منزلية أخرى على حسب عمر طفلك. واهتمي بشرح الطريقة والمساعدة العملية في أول مرة حتى لا يشعر بالإحباط ولا تشعرين أنتِ بأنه يتجاهل أوامرك ويمثل أنه لا يحسن التصرف.
– حددي وقت للمهمة:
نمي حس المسؤولية ومراعاة الوقت عند تخصيص مهام منزلية لطفلك، أن يكون لها وقت محدد يساعد عل بناء عادة حسنة وعلى تفادي تجاهل الطفل لها أو اهمالها. مثل تحديد وقت رمي القمامة بعد العشاء.
-اجعليها مهمة ممتعة:
حاولي أن تجعلي الأمر أكثر متعة لطفلك، مثل تشغيل أغنيته المفضلة أثناء أداء مهمته. واحرصي أن تكون مكافأتك له معنوية بتقديم المدح والشكر دومًا على مساعدته وتحمّل مسؤوليته كفرد من هذه الأسرة.
3| عززي مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك:
اسمحي بطفلك باتخاذ ببعض القرارات بنفسه، فهذا يدعم ثقته بنفسه كذلك. ستساعده عملية اتخاذ القرار في تنمية التفكير الناقد من خلال الموازنة ما بين الإيجابيات والسلبيات للوصول للقرار. كما سيتعلم مهارة حل المشكلات ليصل إلى حل يلائمه.
ستكون القرارات مقنعة له أكثر لأنه فكّر فيه واختاره بنفسه. قد يكون اليوم مليء بمئات الخيارات البسيطة مثل: آسكريم أم بيتزا؟ تنورة صفراء أم حمراء؟ أو قرارات أعمق مثل: هل أحلّ واجباتي أولًا أو أشاهد التلفاز؟ واحرصي على شرح أن القرار بيده وعليه تحمل العواقب. فالطريقة الصحيحة لتساعديه على حل واجباته لا تتضمن حلها عنه أبدًا. ويمكنك تعزيز مهارة اتخاذ القرار وشرحها بالاستعانة بلعبة تعليم مهارة اتخاذ القرار من كيدز لوف.
4| لا بأس أن يخطيء:
جميعنا نتعلم من أخطائنا؛ لذلك دعي طفلك يخطيء ويتعلم من التجربة. يتكون التجربة مفيدة يدرك خلالها أن الفشل ليس نهاية الطريقة وإنما هو خطوة يتعلم منها الكثير، لذلك لا تعاتبيه إذا أخطأ، بل ساعديه على التفكير وتخطي الشعور بخيبة الأمل بالحوار. ونمّي لديه مهارة حل المشكلات بالنقاش والحوار. فالخطأ فرصة تربوية قيّمة لا توفيتها بالعتب والتوبيخ وخسارة ثقة طفلك بنفسه.
5| شجعي طفلك:
لا تتردي في تشجيع طفلك عند القيام بواجباته بالطريقة الصحيحة، كلمات التشجيع مهمة جدا لبناء شخصيته بالطريقة السليمة.
سيحب أن تخبريه كم أنتِ فخورة به، وستشاهدين نتائج مفرحة أكثر. فمثلًا إذا سقط على الأرض، شجعيه وقولي: أنت بطل يمكنك النهوض، ولو أنهى حليبه فقولي: أنت كبير تعرف أين تضع الكوب الخالي! هيا أخبرني أين؟
