انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

لينا أبو سمحة وقصة: “اليوم أنا.. حكيم!”

لينا أبو سمحة وقصة: “اليوم أنا.. حكيم!”

حقيقة أن الله أراد لي الحكمة كمسرب إجباري في حياتي حينما رزقت بطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة قد غيرتني، وجعلتني أثور على الخجل والشعور المزيف بالرضى لدي فعندما واجهت أكبر مخاوفي وأكبر تحديات الأمومة فمن هنا بدأ التغيير. ولم أكن أتخيل أنني سأصل بقصة أطفال بسيطة بمعانيها للشيء الكثير وأنني وبفضل من الله قد أكون قمت بتغيير نظرة الكثير عن اضطراب حركي يدعى (الشلل الدماغي). حيث قمت بنشر قصة للأطفال مقدمةً فيها طفلتي ميريانا كشخصية أساسية فيها (قصة الأطفال سنطير إلى البيت، Let Fly Home)، ولم أتخيل أبداً أنني سأعمل على بدء تغيير منظور البعض عن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

في أحد الليالي وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي استوقفتني مقولة لجلال الدين الرومي: بالأمس كنت ذكيا فأردت أن أغير العالم اليوم أنا حكيم ولذلك سأغير نفسي.

أغلقت الموبايل وذهبت لأنام وفي اليوم التالي كان الصباح جميل جداً ومشرق.

 بدأته باحتساء فنجان قهوتي الصباحي وكالعادة كنت أنظر من خلال زجاج النافذة، المنظر الذي أراه كل يوم، ولكن اليوم بالذات كان مختلفاً!  لم يكن الشارع هو نفس الشارع…

ولا الأشجار على ناصيته هي ذاتها وكأن عيوني المراقبة بالدرجة الأولى ليست نفس العيون.

المشهد أمامي أجمل، حيث بدأت أرى الكثير من التفاصيل التي لم أكن أنتبه لها أصبحت عيوني تنظر بتفاؤل أكبر وكأنني وضعت بها عدسة كميرا لتلفون حديث يستطيع التكبير بدرجة عالية من الدقة! كأن عيوني الان ترى أفقاً أوسع.. تذكرت “: بالأمس كنت ذكيا فأردت أن أغير العالم اليوم أنا حكيم ولذلك سأغير نفسي”

 شعرت أن لدي الكثير في هذا اليوم بالذات لأقدمه وما أن أخذت القرار بتغيير نفسي والالتفات لما قد أكون، حتى تغير كل شيء من حولي.

فقررت ان أكتب قصة جديدة للأطفال خطرت ببالي وتذكرت فرحة طفلتي الصغيرة وهي تسمع قصة تتحدث عنها وتقدمها للمجتمع وأردت نفس تلك الفرحة لطفل أخر. بحثت بسرعة عن ورقة وقلم وبدأت من جديد موجهة مجهوداتي إلى نشر قصص أكثر عن كل طفل لديه حاجة معينة. شعرت أنه من مسؤوليتي زرع بذرة تقبل الاختلاف في العقول الصغيرة والعمل على إخبارهم بطريقه مبتكرة وبرسوم جميلة عن فئات المجتمع بواقعيتها فإنهم سيكبرون وهم بوعي وتقبل أكبر وحب أكبر لبعضهم، لما لا! فأنا أستطيع! فقد صنعنا التغيير من قبل.

لذا قررت بأن أقوم باستكمال رحلتنا ببساطتها وبإنشاء مؤسسة عائلية تعنى بإعادة تصوير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال رسم جميل ورسائل مبتكرة بسيطة، مع أهداف تربوية لتقبل الاختلافات وإنشاء جيل متسامح متقبل ومحب. حيث نشجع بذلك الأطفال على الاعتماد على الذات وتيسير مشاركة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.

لذا قمت بنشر قصة جديدة ولكن الان بنضوج أكبر في عالم قصص الأطفال حيث قمت بالتعاون فيها مع الرائعة وفاء سلامة كرسامة لقصص الأطفال. ولأنني أحببت أن تصل القصة لكافة الأطفال باختلاف قدراتهم ولحسن حظنا في الأردن وجود مؤسسة رنين للإنتاج الصوتي لقصص الأطفال تحت إشراف المبدعة روان بركات قمنا بتسجيلها صوتيا.

قصتنا الجديدة تحت عنوان (جعفر يتحدى سعيد) فتعالوا معنا كي نعرف كيف استطاع الاطفال تغيير رأي جعفر عن بعض الأطعمة التي كان يعتقد أنه لا يحبها! ولنتعرف أكثر على صديقهم الكفيف “سعيد”!

أدعوكم لقراءتها ومشاركتها مع أطفالكم.  والتي يذهب جزء من ريعها لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

تصفحي أيضاً متحف الأطفال في الأردن واستقبال الأطفال المميزين


انضمي للنقاش