أن ينشأ طفلك محبًا للانضباط ملتزمًا بما عليه من مسؤوليات ليس طريقًا ممهدًا أو مفروشًا بالورد. قد يعتقد بعض الأهالي متساهلين أنه لا ينبغي أن يكون هناك صراع أبدي مع أطفالهم، لكن هناك قواعد وحدود نحتاج أن نضعها للأطفال حتى يتعلموا الانضباط والتصرف المناسب. فقد أظهرت الدراسات أن أطفال الآباء المتساهلين هم أكثر عرضة للتصرف بعنف وسوء التصرف في عمر المدرسة. لكن تعليم الانضباط سيكون أسهل إذا تفاديت هذه الفخاخ. تعرفي معنا على 4 أخطاء في الانضباط يرتكبها الأهالي.
1-عدم الالتزام بالعقاب
قد يتجادل صغارك بعمر 8 و10 سنوات كثيرًا ثم تقررين أن عقابهم أنهم لن يذهبوا لحفل صديقهم اليوم، لكن حينها تشعرين بالحزن وتتراجعين وتأخذينهم إلى الحفل فيما بعد!
لماذا يحدث هذا؟
قد يكون ميلك للتراجع هو لأنك لا ترغبين بعقابهم في الواقع، لكنها كلمات تهديد تريح بالك، وعندما يتكرر عدم التزامك بالعقاب فأنت تصنعين مشكلة في الانضباط.
الحل:
بعد إعلان العقاب، غادري الغرفة فورًا لأخذ نفس عميق. بعد أن تهدئي وتفكرين في تغيير الخطة، اخبري طفلك بهذا ووضحي أنه سيسمح له بالذهاب اليوم لأنك وعدتي بأن تساعدي أم صديقه، وقدمي عقاب أخف مثل أن يفقد 30 دقيقة من وقت الشاشة\ ألعاب الفيديو.
2-طلب المساعدة بدلًا من توضيح الأوامر
تحدث أن تطلبي من طفلتك بعمر 7 سنوات المساعدة في وضع ملابسها في سلة الغسيل أو نقل الأطباق إلى حوض الجلي، ولكن قد تبدر تلك الجملة التي تصدم الأمهات: “هذه ليست مهمتي!”
لماذا يحدث هذا؟
لأنك تتعاملين مع مهامهم في المنزل بتساهل فتقولين مثلًا: هل من الممكن أن تخرج القمامة بعد العشاء؟ أو سنبدأ بحل الواجبات بعد قليل، موافق؟ ونتيجة لهذا لا يأخذون أوامرك على محمل الجد ويستثقلون أداء مهامهم، وهنا مشكلة في الانضباط!
الحل:
لا تخافي من إصدار الأوامر فهذا لا يصنع منك شخصًا شريراً، بل أم تحسن التربية وأب بتربية فعالة! استخدمي اللغة الصحيحة والكلمات المناسبة عند فرض المهام، “أريدك أن تحضر سلة الغسيل الآن.” بدون أن تطلبي رأيه أو توجهي الأمر كسؤال. وحتى لا يشعر طفلك بالضيق اتبعي روتين أو برنامج يومي لمهام المنزل بعيدًا عن الطلبات العشوائية؛ ليسهل توقع ما عليه فعله مثلًا: الواجبات تبدأ الساعة 4 عصرًا، الغسيل يوم السبت، إخراج القمامة كل يوم الساعة 8 مساءً وهكذا سيشعر طفلك بالمسؤولية والاحترام.
3-التسامح مع مخالفة قوانين المنزل.
في كل مرة تطلبين من طفلتك بعمر 6 سنوات أن تأخذ أطباقها على المغسلة تجد العذر جاهزًا: لدي واجب مدرسي لأقوم به. وتماطل حتى تقومي أنتِ بالمهمة!
لماذا يحدث هذا؟
الأطفال أذكياء وسيفعلون كل ما يلزم لتفادي تنفيذ الأوامر، سيساومونك ويتفاوضون كثيرًا: ماذا لو شاهدت نصف حلقة إضافية فقط، ماذا لو سمحتي لي ب 10 دقائق إضافية في اللعب، أوه سأقوم به بعد أن أنهي واجبي (الذي لن ينتهي حتى موعد النوم!) وإذا خضعتي لأنهم طلبوا منك بلطف في كل مرة، فأنتِ تصنعين مشكلة في الانضباط!
الحل:
اجعلي توجيهاتك بسيطة وواضحة، ولا تتركي مجال للنقاش. صحيح أننا ننصح بأن يكون لأطفالك الخيار مثل أي وجبة خفيفة يفضلون أو أي حذاء سيلبس بينما يخرج القمامة، لكن الأوامر لا تقبل المساومة! وببساطة كرري له الأمر بهدوء؛ مثلًا “انتهى وقت التلفاز” – ثم أطفئي الشاشة، وهكذا.
4-محاولة إرضاء وإسعاد طفلك مهما كلف الأمر
يحدث أن ينهار طفلك بعمر 5 سنوات في البقالة لأنك لم تجلبي له قطعة كوكيز، وبدلًا من أن توضحي أن وقت العشاء اقترب، تعدينه بفطيرة تفاح كبيرة عندما تصلون إلى المنزل. وبدلًا من التصرف مع نوبة الغضب، يجد طفلك المكافأة عليها، ويعتاد على ردة فعله هذه عند كل خيبة أمل صغيرة!
لماذا يحدث هذا؟
عندما يكون طفلك جائعًا أو نعسانًا، تستسلمين لمطالبه فلا ترغبين بأن يكون بائسًا، وتشعرين بالذنب لأنك أخذته معك إلى مشوارك في وقت قيلولته أو وجبته الخفيفة.
الحل:
تأكدي من حقيقة مشاعر طفلك قبل الاستجابة له ومراضاته، اشرحي له: “أتفهمك أنت تشعر بخيبة أمل لأنك لن تحصل على الكوكيز الآن، لا بأس أن تشعر بهذا!” ثم ذكري نفسك أن القوانين التي تضعينها عليك الالتزام بها فهي تنمي مهاراته لمواجهة تحديات الحياة.
تعرفي على الفروقات بين تكوين دماغ الذكر ودماغ الانثى ومدى تأثيرها على التربية
