الهدوء! هو الشيء الذي نطمح له كأمهات ونرغب فيه بشدة، نعِد أنفسنا بأنها ستكون المرة الأخيرة للصراخ، ولكن الأمر يتكرر، وغالبا ما نلقي اللوم على أطفالنا أنهم لا يستمعون او يسيئون التصرف، قد تعتقدين أن الصراخ على الأطفال طريقة للتأديب او لجذب انتباهه، ولكن مخاطر الصراخ على الطفل والآثار النفسية له سيئة جداً، تعرفي معنا على طرق لتفادي الصراخ على الأطفال!
أولًا: علينا إدراك لماذا تلجأ الأمهات إلى الصراخ على الأطفال؟
تربية الأطفال صعبة جدا ومرهقة، ويتسبب شعورنا بالإرهاق بالصراخ على أطفالنا، حيث تشير الدراسات أن قوة إرادتنا تكون في أدنى مستوياتها عندما نكون مرهقين ومتعبين، ولذلك عندما يسيء اطفالنا التصرف، لا نستطيع ان نقاوم رغبتنا في الصراخ وهذه هي بعض الأسباب التي تجعلنا نصيح على أطفالنا:
-ربما يغضب البعض لتعرضهم لضغوط خارجية خلال اليوم، أدت لفقدانهم السيطرة على أعصابهم، وكل أم ليست بعيدة عن ذلك الموقف، فقد تصرخ في وجه طفلها لارتكابه خطأ بسيط أو بكائه المستمر، لذا عليك تقدير الموقف بالصورة التي يستحقها وتخفيف التوتر الذي تعانين منه.
-لأن الصراخ يعطي نتيجة فورية في الغالب لذلك نتخذه كأسلوب فعال في التربية.
-أحيانا نصرخ لأننا نعتقد ان الأطفال يفعلون هذه الأشياء عن قصد لإثارة غضبنا، ولكن هم مجرد أطفال.
-أحيانا نعتقد ان الصراخ هو الحل الوحيد لحل المشكلة
-الصراخ هو سلوك مكتسب، ربما يكون الصراخ هو الطريقة التي نشأنا عليها لذلك فنحن نعيد تطبيقها على أطفالنا لا شعوريًا
طرق لتفادي الصراخ على أطفالك
1| توقفي عن الصراخ في الأمور اليومية
خفض صوتك والتحدث بهدوء في الواقع يجعل أطفالك يتوقفون ويستمعون باهتمام، أما الصراخ يجعل الأطفال عنيدين بشكل أكبر، فقد يعتاد أن تصرخي منادية لوقت العشاء، أو لتطلبي خفض صوت التلفاز، وبهذا لن يتسجيب لطلبك لأنه اعتاد أنك دومًا تصرخين وترفعين صوتك، وقد ينتظر تلك الصرخة الأخيرة ليستجيب لطلباتك. إذا لم يستجب طفلك لحديثك اقتربي منه انظري في عينيه وامسكي بيده وتحدثي بهدوء، لقد أخبرتك شيئاً، هل تريد مني ان اقوله مرة ثانية، ام تريد بعض الوقت للتفكير وانتظري النتيجة.
2|تخلصي من السبب في الأساس
لاحظي لأوقات التي تصرخين فيها عادة، وهي تلك التي تخرج فيه الأمور عن السيطرة مثل الاستعداد في الصباح للذهاب للمدرسة وهو ليس الوقت المثالي لنقاش أي قميص يفضله ولماذا القميص الآخر في الغسيل! الروتين والتنظيم يساعدانك في الحفاظ على هدوءك ويساعد طفلك على معرفة ما عليه القيام به. سيوضح له الروتين ما هو المتوقع منه وبذلك لن تحتاجي للكثير من الأوامر والصراخ.
3| كلمة أمان سرية
اختاري كلمة أمان ترددينها مع نفسك لتمسكي أعصابك، كلمة تذكرك بأن عليك الهدوء مثل ” أنا قدها” أو “هم مجرد أطفال” أو “أنا أربي بحب”، ستكون هذه الكلمة دليلك السري الذي قد يعرفه زوجك مثلًا ليتدخل بهدوء في الحوار.
4| تخلصي من التوتر من خلال التمارين
تخلصي من التوتر في يومك لتواجهي مسؤولياتك بهدوء أكثر، جربي المشي واليوجا والتأمل، أرخ جسمك عندما تشعرين أنك على وشك الصراخ، أغمضي عينيك وخذي نفسا عميقا سوف تساعدك هذه الطريقة على امتصاص الغضب، قومي بعمل تمارين للتنفس بشكل يومي، لتتخلصي من التوتر والغضب.
5| تذكري أنهم مجرد أطفال
تذكير نفسك بأنهم مازالوا أطفال، ومازالوا يتعلمون ولم يتم اكتمال نمو الدماع لديهم؛ لذلك غالبا ما تسيطر عليهم عواطفهم ولا يستطيعون التفكير بشكل صحيح عندما يكونون منزعجين ومثلهم مثل غيرهم من البشر لا يحبون التحكم، لذلك إظهار المزيد من التعاطف منك سيجعلهم متعاونين بشكل أكبر.
6| قوي علاقتك بطفلك
التعود على الحديث وتبادل الحوار مع الطفل بصوت هادئ هو أحد أهم أسس التربية التي ستنهي جولات الصراخ على طفلك، حاولي توجيه عبارات إيجابية محفزة، والحرص على التحلي بالصبر والهدوء، والتربية بالحب، والاحترام، والاهتمام، فالطفل الذي يشعر بالاحترام والاهتمام غالبًا ينعكس في سلوكه اتجاه الوالدين وعدم إغضابهم واحترامهم.