تحتلّ الشاشة لاسيما بعد انتشار وباء كورونا جزء كبير من حياة أطفالنا، حتى غدا تأثيرها يوازي تأثير الأهل والمدرسة. تعتبر الشاشة سلاح ذو حدين، إذا تعرض الطفل لها من دون تدخل وتحفيز شخص راشد يؤثر سلبا على دماغه، نموّه وسلوكه. بعض الأسّر تعتمد الحاسوب اللوحي وتعتبره أكثر أمانا من التلفاز، فيما يلي سأشارك التشابه بين استخدام الحاسوب اللوحي ومشاهدة التلفاز بالإضافة الى بعض نصائح لأستخدم الحاسوب اللوحي حسب الفئة العمرية.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه لا ينبغي أن يتعرض أي طفل يبلغ من العمر أقل من 24 شهراً لاستخدام الشاشة. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 24 شهراً و5 سنوات، فيجب ألا يزيد وقت استخدامهم للشاشة عن ساعة واحدة في اليوم أو معدل 5 ساعات أسبوعيا كحد أقصى.
أهمّ مخاطر تعرض الطفل للشاشة لوقت طويل أو لمحتوى سريع وعنفي حسب بعض العلماء هي:
-خمول القشرة الدماغية cortex: هناك رابط بين حركة العين وعمل القشرة الدماغية المسؤولة عن الادراك، الاستيعاب والذاكرة عندما يشاهد أي شخص التلفاز ان كان طفل او راشد تنخفض نسبة حركة العين والنتيجة يتحول الدماغ الى وضعية الخمول.
-سرعة انتقال الشاشة من مشهد لآخر تؤدي الى تأجيح الجزء الأسفل والمتوسط من الدماغ وبالتالي يؤدي الى فرط حركة لدى الأطفال، انخفاض قدرة الطفل على التركيز، نقص الانتباه وتشتت الذهن.
-أضرار بمخيّلة الطفل.
ملاحظة:
أي عمل يمارسه الطفل يحفز لديه التفكير، والتحليل وإيجاد الحلول أمّا عند مشاهدة الطفل للتلفاز يحصل على المعلومات جاهزة من دون أي جهد من قبله كما وأنّ أكثر البرامج تحمل العديد من الرسائل المبطنة.
الشبه ما بين الحاسوب اللوحي ومشاهدة التلفاز كوسيلة لإلهاء الطفل من دون مرافق
-الشاشة مهما اختلف شكلها كبرها وأساليب استخدامها هي شاشة، تنقل الطفل من عالمه الواقعي الى عالم افتراضي.
-ينعزل الطفل عند استخدام اللوح عن العائلة ومحيطه.
-عدم الحركة.
الاختلاف بين الحاسوب اللوحي والتلفاز
-يحتوي الحاسوب على ألعاب تعليمية تحفز التفكير، والتحليل وحلّ المسائل.
-يمكن استخدامه للتواصل مع الأصدقاء او الأهل.
-ويمكن استخدامه للبحث عن المعلومات.
نصائح عند استخدام الحاسوب اللوحي
للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ال 3 الى 8 سنوات:
-وجود الأهل بجانب الطفل عند استخدام الشاشة، محادثته ومحاولة فهم كيف يتلقى المعلومات والرسائل.
-التأكد ان حياة الطفل متوازنة بين الشاشة والواقع (يحصل الطفل على وقت للعب، للتواصل مع الأهل، المساعدة في أعمال المنزل، يحصل على وقت كافي للتعلم خارج الشاشة، التواصل مع الطبيعة، للتخيل الابداع و الحركة…)
-تحميل ألعاب تحفر على الابتكار والتفكير كرسم او كتابة رسائل معايدة تصميمها وارسالها للأهل والأصدقاء.
-خلال هذه المرحلة العمرية يتعلم الطفل وينمو عبر اللعب والحركة يجب ان لا تحد الشاشة من وقت لعب الطفل وعدم استخدامها لإلهائه.
للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة:
-وضع قوانين محددة وواضحة.
-عدم استخدام الانترنيت الا بغرض البحث عن المعلومات وبإشراف الأهل.
-إعطاء اللوح للطفل بأوقات محددة مع الاخذ بعين الاعتبار أهمية ممارسة الطفل لنشاطات بعيدا عن الشاشة.
للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة:
-التأكد من عدم استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعية كإنستغرام وتيك توك الا تحت مراقبة الأهل باستخدام حساب الأهل، عدم انشاء حساب خاص للطفل والتأكيد على مخاطر محادثة الغرباء.
للأطفال الذين تتراوح أعماهم ما بين 15 و18 سنة:
يجب إعطائه الحرية والمسؤولية باستخدام الشاشة مع الأخذ بعين الاعتبار مدى نضوج ووعي المراهق، واهتماماته، ودراسته ومدى تعلقه بالشاشة. يدخل العديد من المراهقين الى مواقع اباحية لذلك من المهم جدا التحدث مع المراهق عن هذا الموضوع.
شاركينا هل يقضي طفلك ساعات مطولة أمام الشاشة؟ وهل تعانين من أثارها السلبية؟
تصفحي أيضاً الاهتمام بالنفس وضرورته للأمهات
اقرئي أيضاً تنظيم علاقة الأطفال مع الأجهزة الإلكترونية