تواجه الأمهات قلق أن ينعكس ما واجهته في حياتها على تربيتها لأطفالها، فطريقة تربيتنا وتعامل آباءنا وأمهاتنا له دور في إدراكنا للأمور والأفكار الذي نتبناها اليوم. والمثير لقلق بعض الأمهات أن صدمات الطفولة لا تؤثر على مراحل نموهم؛ بل قد تمتد لتؤثر على طريقة تعاملنا مع أطفالنا كذلك. تعرفي معنا على ماهي صدمات الطفولة وكيف قد تؤثر على أطفالنا والأهم كيف يمكننا التحرر منها!
في هذه المقالة
هل تؤثر صدمات الطفولة التي مررنا بها على تربية أطفالنا؟
أولًا: ما هي صدمات الطفولة؟
حسب تعريف المعهد القومي للصحة النفسية، صدمات الطفولة هي الأحداث التي يمر بها الشخص في طفولته ويكون لها أثر عاطفي مؤلم أو محزن أو صادم؛ بحيث يبقى أثره ويؤثر سلبياًاعلى الأفكار والمشاعر والنظرة للحياة خاصة بما يستحضر هذه المشاعر.
هل يمكن للأم إدراك صدمات الطفولة التي لا زالت تحملها؟
يكون إدراك صدمات الطفولة بمراقبة مشاعرنا المصاحبة لردود افعالنا السلبية، فمن خلال هذه الردود يجب أن نسأل أنفسنا لماذا اتخذنا هذا النوع من ردة الفعل؟ ما الشعور المصاحب لها؟ ما نوع هذا الشعور؟
كذلك تكرار هذه المشاعر السلبية وعدم السيطرة عليها عند تكرار المواقف المختلفة تعطي انطباعًا أن ردود الأفعال تأتي من تجربة سابقة يتم ظهور مشاعرها من خلال المواقف المشابهة لها.
من الأمور العملية المتبعة لإدراك صدمات الطفولة وتأثيرها على طريقة طريفة تفكيرنا هو توثيق المواقف التي يحصل فيها ردات فعل عكسية، نسجل الموقف و نوع الشعور المرافق للموقف، مع تكرار التسجيل يظهر نمط متكرر يدل على نوع الشعور المتواجد داخلنا والذي يظهر بشكل مستمر، بعدها يمكننا محاولة فهم مصدر أو جذر هذا الشعور.
تبرير المشاعر السلبية أو لوم أنفسنا او الآخرين أو التجاهل والإنكار هي ما تبعدنا تماماً عن هذا الإدراك.
كيف يمكننا تحرير أنفسنا من صدمات الطفولة؟
التحرر من صدمات الطفولة يكون بالخطوات الثلاث التالية:
1| التعرف على الصدمة:
محاولة معرفة الظروف والتجربة التي حصلت وأدّت الى هذه الصدمة، ومعرفة مدى تأثيرها وكيف كانت ردة فعل الطفل آنذاك لها. هذا يعطي تصور واضح عن سبب التصرفات والانفعالات الحالية بسبب هذه الصدمة.
ويعد التعامل مع الوضع بصبر وتسامح هو ما يخففها أما الدخول في حالة اللوم والشعور بالذنب يزيد من حدة هذه الصدمة.
2| تقبل الموقف بالمشاعر الصحيحة:
علينا أن نتذكر أنه يجب تقبل ما حدث والشعور اتجاهه بالمشاعر الصحيحة التي لم يُسمح بها وقتها أو لم نعرف كيف نشعر بها. كذلك التعبير الصحيح عن المشاعر المرافقة للأحداث التي تربطنا بهذه الصدمة، فمشاعرنا الحالية الصحيحة تعوض المشاعر المفقودة في لحظة حصول الصدمة.
3| التخلص من الذنب:
الاعتراف أنك غير مسؤولة عن هذه الصدمة ومسؤوليتك تتمحور حول مساعدتك لنفسك للتخلص منها برفق وصبر وتسامح.
اطلبي المساعدة من شخص موثوق وواعٍ لتعطي نفسك الفرصة للتحدث عن مشاعرك، وعلى هذا الشخص أن يقر هذه المشاعر ويشجعك على تفريغها ويتفهمها بشكل صحيح دون محاولة إجبارك على تجاهلها أو كبتها. قد نعتقد بأننا لو تكلمنا عن الصدمة سنشعر بالضعف ولكن هذا غير صحيح، فمواجهتنا للصدمة هي قوة وقرار إيجابي. في حالة صعوبة العثور على الشخص الصحيح يكون الحل باللجوء لمختصي التشافي أو المعالجين النفسيين.
كيف يمكن أن نمنع ما تعرضنا له في طفولتنا أن يؤثر على تربيتنا لأبنائنا؟
1| الوعي بصدمات الطفولة:
أولاً بأن نكون على وعي تام أن هذه الصدمة استمرت معنا بسبب عدم إقرار الشعور المناسب لهذه الصدمة وعدم السماح لهذا الشعور بالتواجد وتفريغه؛ لذلك من المهم ـن نعطي ابناءنا حرية التعبير عن مشاعرهم السلبية وتقبلها وإقرارها والتواصل مع الطفل لفهم مشاعره، وهذا للتخفيف من حدة الصدمة.
2| الأسلوب التربوي الإيجابي:
ثانيا علينا أن ننتبه لأسلوبنا التربوي، فمحاولة السيطرة على ابنائنا والتحكم بحياتهم وقراراتهم ومستقبلهم والخوف الزائد والحرص الزائد هي دلالات على تحكم الصدمة بأسلوب تربيتنا، لذلك يجب التعامل مع اطفالنا كأرواح منفصلة، وأن رحلة حياتهم هي ليست استكمال لحياتنا كي لا نفرض عليهم أن يعيشوا شعورنا أو أحلامنا الضائعة أو نجعل منهم طريقة لتعويض أنفسنا عما مررنا به وواجهناه.
3| التحكم في انفعالتنا:
ثالثاً لو شعرنا أن الصدمة تتحكم في انفعالاتنا وأفكارنا فيجب التشافي منها حتى لا ننقل تأثيرها على أبنائنا.
