تمر المرأة بمراحل مختلفة خلال رحلة الحمل والأمومة والإنجاب، وخلال أشهر قليلة تحدث الكثير من التغيرات النفسية والجسدية والهرمونية. لذا تدخل المرأة في فترة “النفاس” بعد الولادة لتنهي رحلة 9 أشهر من التغيرات وتستعيد حالة الجسم الطبيعية بالتدريج، وليكون جسدها مستعدًا لتأدية دوره الجديد في رحلة الأمومة. فخلال هذه الفترة يعود الرحم لحجمه الطبيعي بعد أن تضاعف عن حجمه بحوالي 22 مرة ويستعد الثدي لتغذية الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية. وبالتأكيد لن يحدث هذا في يومٍ وليلة. تعرفي معنا عن كل مراحل التغيرات خلال فترة النفاس وكيف تعتنين بجسمك خلال هذه الفترة والكثير من النصائح الذهبية للأمهات خلال فترة النفاس.
في هذه المقالة
ما هي فترة النفاس ؟
تمتد فترة النفاس لمدة 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة أي شهرين تقريبًا. يستعيد فيها الرحم حجمه الطبيعي ويتخلص من الأنسجة المتبقية والسوائل التي تكونت خلال الحمل، حيث يستمر دم النفاس لما بين يومين إلى 14 يومًا وقد تمتد لأكثر من ذلك بقليل. ولأن الدورة الدموية تعود لسابق حالها قبل الحمل بالإضافة للتغيرات الهرمونية السريعة تتأثر المرأة من الناحية الفسيولوجية والنفسية فقد تشعر بالاضطراب والأرق والتعب. لذا من المهم أن تحصل المرأة خلال فترة النفاس على الراحة الكافية، والعناية بجرح الوالدة وبالتغذية السليمة والبعد عن المؤثرات السلبية حتى تستعيد قوتها وتصبح مستعدة لمرحلة الأمومة.
ماذا أتوقع خلال فترة النفاس؟
خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة:
-لا تتوقعي أن يعود بطنك لحجمه الطبيعي تماماً، فكلًا من الرحم وعضلات وجلد منطقة البطن تحتاج فترة تصل للأسابيع حتى تتقلص، وفي حال أنجبت بعملية قيصرية، قد تحتاج وقتاً أطول للشفاء.
-غالباً يبدأ جسمك بخسارة بعض الوزن بعد الولادة مباشرةً بما يقارب 5-7 كيلوغرامات، وهو وزن الطفل والمشيمة وسوائل الرحم.
-قد تشعرين بالتعرق المفرط ليلاً، وهو أمر شائع وطبيعي.
-من الطبيعي ان تشعري بالنفخة والحاجة للتبول أكثر من المعتاد بسبب حصولك على الكثير من المحاليل الوريدية أثناء الولادة.
-سوف يستمر دم النفاس (سائل الهلابة) حاملاً معه بعض الأنسجة المتبقية والدم والمخاط من الرحم لمدة 10 أيام يخف بعدها بالتدريج.
-توقعي أن تكون المنطقة الحساسة منتفخة ومتورمة لفترة من الوقت، وعمل مغطس بماء دافئ فقط يساعد على تخفيف التورم.
-قد تقل كفاءة وظائف الأمعاء نتيجة التخدير خلال الولادة فمن الشائع الإصابة بالإمساك خلال أول الأيام، لذا عليك تناول الكثير من السوائل والألياف.
-سيبدأ الثدي بإفراز كميات قليلة من الحليب لونه أصفر وسميك القوام وهو حليب اللبأ الذي يعتبر هام للطفل ومغذي جداً يسبق إنتاج الحليب العادي.
خلال الأسبوع الأول من النفاس:
-يكون النزيف المهبلي دماً أحمر متواصل، لذا يجب على المرأة ارتداء الفوط النسائية الملائمة للنزيف الكثيف، واستبدالها باستمرار كل 3-4 ساعات على الأكثر.
-من الشائع الشعور بتقلصات مؤلمة خصوصًا أثناء الرضاعة نتيجة عودة الرحم لوضعه الطبيعي تدريجياً.
-قد تشعرين بالتعب والغازات لكن عليك الحركة كل يوم حتى لو أجريتي عملية قيصرية لمنع حدوث التجلطات الدموية.
-يتميز اليوم الثالث في فترة النفاس بأنه صعب نفسياً بشكل خاص، وذلك بسبب التغييرات الهرمونية المصاحبة لإدرار حليب الثدي، وقد تشعرين برغبة في البكاء.
الأسبوع الثاني في فترة النفاس:
-في هذه المرحلة سيخف النزيف المهبلي أو ينقطع تماماً (وقد يستمر مع بعض النساء حتى فترة 6 أسابيع).
-قد تشعرين بحكة في المنطقة الحساسة، وهي تدل على بدء تعافي وشفاء المهبل.
-الشعور بالانزعاج في منطقة الغرز، وهذا يدل على تعافي الجروح وقرب وقت إزالة الغرز. ومن الضروري الحرص على نظافة الجرح وتجفيف المنطقة بعد كل حمام، وكذلك استخدام المرهم الذي تصفه الطبيبة لتحمي الجرح من الالتهاب وتسرعي تعافيه.
-ستصبح الحركة أسهل ويصبح جسمك أخف.
-ستخف الأعراض تدريجيًا ويتوقف النزيف تمامًا خلال شهرين، وعليك استشارة الطبيب في حال استمر النزيف أو أي أعراض بالضيق والتوتر.
كيف اتغلب على تعب بعد الولادة؟
-من الأفضل استعمال كمادات باردة باستمرار لتخفيف تورم جرح الولادة الطبيعية، واستخدام مرش أو مغطش فيه ماء دافئ فقط لرشه على المنطقة الحساسة بعد التبول، واحرصي على تجفيف المنطقة برفق بمناديل للاستخدام مره واحدة لمنع الالتهابات.
-لا تمارسي أي تمارين قاسية أو حمية لإنقاص الوزن وتجنبي الأشياء التي قد تضرك خلال فترة النفاس.
-تابعي مواعيد الطبيب لك ولطفلك.
-حاولي تناول الكثير من الماء والألياف ويفضل استخدام لتفادي الإمساك خلال فرة النفاس خاصة خلال أول أسبوع.
-من الأفضل متابعة حرارة الأم من 2-4 مرات يومياً خلال الثلاثة أيام الأولى بعد الولادة.
-اطلبي من الطبيب وصف مستحضرات مناسبة لحماية حلمات الثدي من التشقق، ولتخفيف تورم المنطقة الحساسة.
-تحركي يومياً قدر استطاعتك لتخفيف الألم والغازات.
-تناولي الأغذية المناسبة بعد الولادة مثل الشوربة والأطعمة الغنية بالبوتاسيوم لزيادة مستويات الطاقة لديك.
-احصلي على كفايتك من النوم قد الإمكان.
-مارسي تمارين كيجل حسب ما ينصح به الطبيب وفقط عندما يسمح لك بذلك، فهي تساعد الرحم والمثانة على التعافي بسرعة.
-لا تجعلي فترة النفاس فقرة زيارات مفتوحة وضعي حدود لاستقبال الضيوف بعد الولادة حتى لا تجهدي نفسك.
ماذا أحتاج خلال فترة النفاس؟
-مسكنات الألم.
-الفوط النسائية المناسبة للنزيف الكثيف والخفيف.
-سراويل داخلية للاستخدام الواحد ومجموعة سراويل داخلية قطنية ومريحة.
–حمالة الرضاعة التي تساعدك على إرضاع طفلك كل ما احتاج لكا
-لقطع القطنية المناسبة للصدرية، والتي تمتص إفرازات الحليب الزائد.
-ملينات لمكافحة الإمساك.
-حزام الظهر أو مشد بعد الولادة مثل حزام البطن بعد الولادة من صن فينو ليدعم بطنك وظهرك في حركتك ويساعدها على العودة لمكانها.
-قربة الماء الساخن أو الكمادات الساخنة.
–كريمات لمقاومة علامات التمدد وتشققات الحمل.
كيف اعتني بجرح الولادة فترة النفاس؟
تنصح الأم بعد الولادة الطبيعيّة بعمل مغطس لمنطقة المهبل، وذلك لتنظيفها وتنظيف الجرح وتحفيز حركة الأمعاء. واحرصي على تغيير الفوطة باستمرار وتجفيف المنطقة واستخدام المرهم الذي تصفه الطبيبة لتفادي الالتهابات. أما الأم بعد الولادة القيصرية فعليها الحفاظ على جفاف الجرح واستخدام المرهم الذي تصفه الطبيبة لتفادي الالتهابات، وكذلك عدم حمل الأشياء أثقل من وزن طفلك وعدم الحركة بقوة أو ممارسة تمارين البطن حتى تسمح لك الطبيبة وتعافي الجرح تمامًا.
أما طريقة المغطس بعد الولادة الطبيعية هي كالتالي:
-املئي مغطس الحمام بالماء الصافي الساخن لدرجة يمكنك احتمالها.
-لا تضيفي أيّة أملاح أو مواد للماء.
-اطلبي من أحدهم مساعدتك في الدخول إلى المغطس والخروج منه، خصوصا في الأيام الأولى التي تتبع عمليّة الولادة.
-كرري عمل المغطس مرتين أو ثلاث مرات يوميّاً لمدة 15-20 دقيقة.
ما هي حمى النفاس؟
حمى ما بعد الولادة هي من أكثر مضاعفات فترة النفاس شيوعاً خاصة في حالات الولادة القيصرية، وتحدث حُمّى النفاس خلال الأيام العشرة الأولى من فترة النّفاس، وتمتد لأكثر من 24 ساعة نتيجة التعرض للعدوى، والتي غالباً تُصيب مكان المشيمة في الرحم، وقد تنتقل العدوى إلى الدم وتتسبّب الإنتان أو ما يُعرف بين الناس بتعفُّن الدم.
أعراضها:
-ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38 درجة مئوية.
-الشعور بالبرد والقشعريرة.
-فقدان الشهية.
-الصداع.
-الشعور بمغص وآلام في البطن والرحم.
-وجود افرازات مهبلية برائحة كريهة مع احتمالية خروج قيح معها.
-فشل الرحم في العودة إلى حجمه الطبيعي.
-حدوث التهاب في الثدي في حالة الرضاعة الطبيعية.
لذا احرصي على متابعة أعراضه وزيارة الطبيب في حال استمرت الحمى أكثر من 24 ساعة لأن لحمى النفاس مضاعفات أخرى تؤثر على الجسم مثل الغدة الدرقية والنزيف الحاد واكتئاب ما بعد الولادة
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
ندرك أن تجربة الولادة ليست بالأمر السهل، وبسبب تغير الهرمونات والإجهاد النفسي والجسدي تصاب الأم بحالة من تغير المزاج والرغبة بالبكاء وتختلف حدة هذه المشاعر من أم إلى أخرى وتزور حوالي 50 -70% من الأمهات ما بين اليوم الرابع والعاشر من الولادة، إلا أنها تزول.
لكن قد تمتد الأعراض فتجد حوالي 8 – 12% من النساء صعوبة أكبر في التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة ويصاحبها هبوط حاد في المزاج، واللامبالاة وفقدان الشهية، وعدم الرغبة في العناية بالطفل.
ساعدي نفسك في التغلب على الشعور السلبي واطلبي المساعدة وتعرفي على تجارب الأمهات مع الاكتئاب بعد الولادة. وتذكري دومًا أن هذه المرحلة مؤقتة وعليك الاستمتاع بفترة النفاس مع طفلك قبل ان يكبر ويتغير.
متى يجب على المرأة بعد الولادة زيارة الطبيب؟
-تجاوزت الفترة التي تشعرين فيها بأعراض الاكتئاب أسبوعين أو أحسست بأنّ هذه الأعراض قد تطورت وأصبحت أكثر سوءاً.
-أصبحت أعراض الاكتئاب تؤثر في حياتك وواجباتك اليوميّة، حيث أصبحت غير قادرة على القيام بواجباتك البسيطة– أصبحت غير مبالية باحتياجات وليدك.
-إذا فقدت القدرة على النوم.
-إذا فقدت شهيتك وأصبحت غير قادرة على تناول الطعام.
هل يمكنني استعادة جسمي بعد الولادة؟
نعم عزيزتي يمكنك انقاص وزنك واستعادة جسمك بعد الولادة، لكن عليك الحرص على التغذية المناسبة والمشي البسيط خلال أول 6-8 أسابيع بعد الولادة، ثم يمكنك ممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة صحي يناسب الرضاعة الطبيعية التي تساعد جسمك على التعافي وتحميكِ بإذن الله من الأمراض. كما أن العناية بصحتك ستنعكس على بشرتك وشعرك. وأول خطوة لتحصلي على بشرة نضرة وشعر صحي هي أن تحصلي على كفايتك من النوم، ومواصلة تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي كنتِ تأخذينها فترة الحمل للتعويض عن أي نقص وتخفيف أثار الحمل على بشرتك وشعرك.
