هل تبحثين عن حلول وأفكار لكي تجعلي حياتك أسهل وأكثر تنظيماً؟ هل تودين تحطيم الصورة النمطية الموجودة عن الأم العاملة بأنها غير قادرة على الموازنة بين كل مسؤولياتها؟ تعرفي معنا على أفكار عملية ومجربة لجعل حياة الأم العاملة أسهل، ولمساعدة كل أم عاملة على تحقيق التوازن بين العمل والبيت، ومسؤوليات الأطفال.
الأم العاملة من أكثر الأشخاص انشغالاً بسبب تعدد مسؤولياتها والتزاماتها، بين العمل، والبيت والعناية بالأسرة. هناك العديد من النماذج الناجحة من الأمهات عاملات استطعن الوصول إلى التوازن التام بين الأدوار المختلفة، والمسؤوليات العديدة التي تقع على عاتقهن. فما سر هؤلاء الأمهات؟ اللاتي يبدون وكأنهن يملكن السيطرة الكاملة على هذه الحياة المليئة بالمشاغل. تعرفي معنا على هذه الحلول:
في هذه المقالة
1| تنظيم الوقت سر نجاح الأم العاملة
يؤكد مدربو الحياة، وخبراء تطوير الذات، على أن التنظيم هو أساس النجاح في أي مجال. وتحتاج الأم العاملة للكثير من التنظيم والترتيب، خصوصاً فيما يتعلق بتنظيم الوقت لضمان توزيع الوقت والمهام بفاعلية ونجاح، ودون تعب وإجهاد. فيما يلي بعض الأفكار العملية التي تساعد الأمهات العاملات في تنظيم وقتهن:
-الاستعانة بمفكرة. لقد ثبت أن تدوين المهام وتوزيعها على الأيام والأسابيع، يساعد في إنجازها بفاعلية ودون إجهاد. لذلك إذا كنت أم عاملة استعيني بمفكرة لتسجلي فيها أهدافك، وأفكارك، ومواعيدك ومسؤولياتك المختلفة. ستساعدك هذه الأجندة على تذكر ما عليك القيام به، والتخطيط لكل يوم، ولكل أسبوع لتستغلي وقتك بأفضل شكل.
-الاستعانة بجدول للأسرة. علقي مخطط أسبوعي في غرفة الطعام حيث يمكن للجميع رؤيته، وسجلي عليه مواعيد الأطباء، ومواعيد التدريبات المختلفة لأطفالك. سيساعدك هذا المنظم على ترتيب أولوياتك وتعويد أسرتك على الالتزام بمواعيد وأوقات لكل شيء.
-عدم إضاعة الوقت. احرصي على عدم إضاعة الوقت بالأشياء الصغيرة التي تبتلع وقتك وتركيزك، مثل هاتفك النقال وتصفح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
2| تنظيم المهام
لا ترهقي نفسك بالقيام بالعديد من المهام كل يوم، فذلك سيؤثر سلباً على فاعليتك، وعلى صحتك أيضاً. وزعي المهام الكبيرة على أيام الأسبوع، وحاولي عدم تكرارها يومياً. نعلم أن هناك مهام يومية لا مفر منها، مثل مسؤولياتك اليومية عند ذهابك إلى عملك. وتجهيز أطفالك للمدرسة، وترتيب البيت وتحضير الطعام. ولكن يمكنك توزيع بعض المهام الكبيرة مثل غسيل الملابس، وكويها لتكون في يومين أو يوم خلال الأسبوع. كذلك يمكنك تخصيص يوم خلال عطلة نهاية الأسبوع للقيام ببعض التحضيرات الخاصة بالطبخ. مثل تقطيع الخضروات، وتجهيز الصلصات، وتنظيف الدجاج واللحوم وتتبيلها قبل تجميدها. عند قيامك بهذه المهام الكبيرة سيتبقى عليك خطوات بسيطة عند تحضير الطبخة اليومية.
كما يمكنك أيضاً القيام بمهام التنظيف التي تستهلك وقتاً كبيراً مثل غسل الأرضيات والشبابيك في يوم عطلتك. بذلك سيبقى عليك مهام التنظيف اليومية، وستقضين وقت أقل في تنظيف وترتيب البيت. كما يمكنك أيضاً الاستعانة بالأجهزة المنزلية الذكية التي تساعد في توفير الوقت والمجهود.
3| احصلي على المساعدة
لا تظني أنك سوبر ماما قادرة على القيام بكل شيء بدون أي مساعدة. لا تثقلي على نفسك وتتحملين أكثر من طاقتك، فحتى وإن استطعت القيام بكل شيء سيكون لهذا الإجهاد أثراً سلبياً عليك وعلى صحتك مع مرور الوقت.
-استعيني بعاملة منزلية. يمكنك الاستعانة بعاملة منزلية بدوام كلي لتساعدك في مهام تنظيف البيت، والطبخ والاعتناء بأطفالك عندما تكونين بالعمل. وإذا كنت لا تفضلين إقامة خادمة أو عاملة منزلية في بيتك، استعيني بعاملة بدوام جزئي يمكنها مساعدتك لبضع ساعات يومياً، أو أسبوعياً. الحصول على مثل هذه المساعدة سيخفف عنك بعض الأعمال وسيتيح لك الفرصة للتركيز على أشياء أخرى أهم.
-إذا كنت لا تفضلين الاستعانة بشخص غريب لمساعدتك في مهامك المنزلية. شجعي زوجك على مساعدتك فذلك سيوفر عليك الكثير من الجهد والوقت، كما أنه سيقربكم من بعضكم أكثر ويقوي روابط الشراكة والتعاون بينكما. من المهم أيضاً أن تشجعي أطفالك على مساعدتك في أعمال المنزل. فذلك، سيخفف عنك بعض الأعباء ويعزز الشعور بالمسؤولية عند أطفالك، مما يساعدهم على أن يكبروا ليصبحوا ذوي شخصيات قوية وواثقة، وقادرة على الاستقلالية.
4| اقض الوقت مع أطفالك
احرصي على أن تضعي الاهتمام بأطفالك ورعايتهم على رأس أولوياتك. نعلم أنك حريصة على أن تقدمي لأطفالك أفضل الوجبات الصحية، وبأنك توصليهم إلى المدرسة وتساعدينهم في واجباتهم المدرسية ولكن كل هذه الأعمال لن تغني عن قضاء الوقت في الحديث مع طفلك، أو المرح واللعب معه. التربية لا تقتصر على الطعام، والملابس والدراسة. فدور الأم في حياة أطفالها أكبر وأعمق من هذه المهام التي يمكن لأي أحد غيرك القيام بها. من أحد المعضلات التي تواجه الأمهات العاملات هي تكريس الوقت للأطفال والاهتمام وتربيتهم. احرصي على تخصيص وقت يومي لتتحدثي فيه مع طفلك، والاستماع له. يمكنك أنت أيضاً بدورك أن تخبري طفلك عن يومك أو أن تشاركيه الحديث حول أي موضوع يثير اهتماكما معاً. أخبري طفلك كل يوم بأنك تحبينه، وأنك عندما تكونين مشغولة أو بعيدة يكون ذلك بسبب عملك، لا بسبب رغبتك في الابتعاد عنه.
كثيراً ما تقع الأم العاملة في فخ الشعور بالذنب لأنها تبتعد عن بيتها وأطفالها فتقوم بتدليل أطفالها، والتغاضي عن سلوكياتهم السلبية، وأحياناً تقوم بتعويضهم عن ابتعادها عنهم بإعطائهم الهدايا والحلويات. بالرغم أن هذه الأفعال تمنح الأم شعوراً جيداً، إلا أنها ذات تأثير سلبي على تربية الأطفال وسلوكهم. كما أن هذا النهد من شأنه تحويل العلاقة بين الأم وأطفالها إلى علاقة مادية خالية من العواطف. لذلك احرصي على الموازنة بين عطفك على أطفالك وشعورك بالذنب، ولا تدعي هذا الشعور يسيطر على علاقتك بأطفالك. كوني حنونة وعطوفة، وصارمة وقوية حين يستدعي الأمر. الموازنة والوسطية أساسية في العامل مع الأطفال من أجل تربيتهم تربية سليمة.
5| جددي علاقتك بزوجك باستمرار
العلاقة مع الزوج هي الأكثر تأثراً عندما تعمل المرأة. حيث أنه في الكثير من الأحيان تهبط العلاقة الزوجية، وقضاء الوقت مع الزوج إلى أسفل قائمة الأولويات بعد مسؤوليات العمل والبيت والأولاد. ولكن في الحقيقة الاهتمام بتجديد الحب والشغف في زواجك هي من أكثر الأشياء التي عليك استثمار الوقت والمجهود فيها. لذلك احرصي على التواصل مع زوجك بشكل مستمر من خلال بعض هذه الأفكار:
-حتى وأنت في العمل فاجئي زوجك أحياناً برسالة نصية قصيرة تحمل كلمات لطيفة. سيكون لمثل هذا الفعل البسيط وقعاً إيجابياً كبيراً في نفس زوجك، وسيكون له تأثير إيجابي على علاقتكما.
-إذا كان عملك قريب من عمل زوجك، احرصي على تناول الغداء معه خلال استراحة الغداء على الأقل مرة أسبوعياً. هذه الفترة القصيرة المستقطعة من يوم العمل الصاخب، ستشحن العواطف، وتجدد النشاط في علاقتكما الزوجية.
-حاولي تخصيص وقت يومي لتقضيه مع زوجك، ولو لنصف ساعة حيث تتحدثان معاً، أو تجلسان في حديقة البيت أو البلكونة لشرب الشاي معاً بهدوء. فذلك سيبقي التواصل بينكما حياً.
-احرصي على تخصيص يوم في الشهر أو في الأسبوع لتخرجي مع زوجك وتقضون وقتاً ممتعاً، في مشاهدة فيلم أو تناول وجبة في مطعم رومانسي.
الأم العاملة امرأة كثيرة المشاغل، والمسؤوليات، ولكنها شخص مثير للإعجاب لما تقوم به من أجل عملها وأطفالها وبيتها وزوجها. سر النجاح هو التوازن مع مراعاة النفس. لا تنسي نفسك بين كل هذه المشاغل، وخصصي وقتاً لتمارسي الرياضة، ولتخرجي مع صديقاتك، ولتقرئي كتباً تهمك أو تشاهدي أفلامك ومسلسلاتك المفضلة، أو حتى لتحتسي فنجان قهوة بينما تتحدثين مع أختك عبر الهاتف. أنت أهم شخص في هذه المعادلة لذلك احرصي على مراعاة نفسك والعناية بها. فلا ضرر من أن تدللي نفسك بجلسة مساج، أو زيارة لصالون التجميل من حين لآخر. فعليك أن تشحني طاقاتك لتقومي بأدوارك المتعددة على أكمل وجه.