انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الاحتراق الوظيفي لدى المرأة العاملة الأسباب، والأعراض والحلول

الاحتراق الوظيفي لدى المرأة العاملة الأسباب، والأعراض والحلول

هل تشعرين أنك متعبة طوال الوقت؟ هل تنسين مواعيد الأطباء، وأعياد ميلاد صديقاتك؟ إذا كنت امرأة عاملة قد تكوني ضحية من ضحايا الاحتراق الوظيفي وهو أكثر الحالات شيوعاً بين النساء العاملات اليوم. تعرفي معنا فيما يلي على أهم أسباب وأعراض الاحتراق الوظيفي والحلول المجربة للتعافي منه.

 ما هو الاحتراق الوظيفي؟

تعرف منظمة الصحة العالمية الاحتراق بسبب الوظيفة على أنه نوع خاص من توتر العمل، وحالة مستمرة من الإرهاق الجسدي والعاطفي والنفسي. كما أنه إحساس بعدم الإنجاز وشعور بضياع الهوية الفردية. وبحسب موقع مستشفى مايو كلينيك الأمريكي، لا يعتبر الاحتراق الوظيفي تشخيصاً طبياً. حيث يعتقد بعض الأطباء أن عوامل صحية أخرى قد تكون وراء الشعور بالاحتراق الوظيفي مثل الاكتئاب. ةلا يظن أغلب المصابين بالاحتراق الوظيفي أن ما يشعرون به هو بسبب وظيفتهم، ولكن مهما كان السبب الرئيسي، الحقيقة المؤكدة هي أن هذا الاحتراق يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية وعلى الصحة النفسية. وإن لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. قد يؤدي هذا الاحتراق إلى مشاكل صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب، وغيرها.

في بعض الدول يصنف احتراق الوظيفة على أنه حالة تستحق إجازة مرضية مدفوعة الراتب للموظف، وذلك لخطورة ترك هذه الحالة دون راحة أو حل جذري.

ما هي أسباب حدوث الاحتراق الوظيفي لدى المرأة العاملة؟

-فقدان السيطرة

عندما لا تكوني قادرة على اتخاذ قرارات تتعلق بعملك، مثل برنامج عملك، والمهام الموكلة إليك، وعدد ساعات عملك، بالإضافة إلى غياب الموارد التي تحتاجينها لأداء عملك بشكل جيد عندها يحدث الاحتراق بسبب الوظيفة.

 -التوقعات غير الواضحة

إذا كنت لا تعلمين مدى صلاحياتك أو ماذا يتوقع منك رب عملك أو زملائك، قد يسبب لك هذا الكثير من التوتر والضغط بسبب الوظيفة.

-بيئة العمل غير الصحية

إذا كنت تعملين مع أشخاص متنمرين، أو كان مديرك المباشر يتدخل بتفاصيل عملك اليومية ويقوم بالإدارة التفصيلية، فهذا يجعلك تشعرين بأن عملك ليس بموضع تقدير مما يشعرك بالتوتر ويزيد من ضغط العمل.

-رتابة العمل

إذا كان عملك رتيب وفيه الكثير من التكرار، فهذا سيثبط من طاقتك، وسيجعلك تشعرين بالكثير من الضغط لكي تتمكني من التركيز في عملك، مما يؤدي لحدوث الاحتراق الوظيفي.

-غياب الدعم

إذا كنت تشعرين في العزلة في عملك وفي حياتك الشخصية وأنك لا تحصلين على الدعم الكافي من زوجك وأسرتك، فهذا يعتبر مصدراً أساسياً للتوتر ومن أهم مسببات الاحتراق.

-عدم الموازنة بين العمل والحياة الشخصية

من أكبر التحديات التي تواجه الأم العاملة هي المحاولة الدائمة للموازنة بين العمل والعائلة حيث أن الجمع بين مسؤوليات الزواج والأمومة والعمل ومحاولة إعطاء كل جانب كامل طاقتك، سيؤدي بالنهاية إلى أن تصبح طاقتك مستنزفة وأن تتعرضي للاحتراق الوظيفي. وإلى أن تنفذ طاقتك كأم أيضاً.

ما هي أبرز أعراض الاحتراق الوظيفي لدى الأمهات العاملات؟

1-الإرهاق المستمر

الإرهاق والأمهات يكادان يكونان متلازمين. ولكن إذا كنت أم عاملة وأصبحت تشعرين بتعب مستمر، وأنك مرهقة جسدياً وعاطفياً ونفسياً ولا تمتلكين الطاقة لفعل أي شيء فهذه علامة مهمة للاحتراق الوظيفي.

2-غياب التحفيز

عدم الشعور بأي تحفيز وحماس تجاه أي شيء وخصوصاً عملك، ومن علامات غياب التحفيز والحماس تجاه العمل، صعوبة الاستيقاظ في الصباح وعدم الرغبة بالذهاب للعمل.

3-الشعور بالإحباط

الشعور بأن ما تقومين به ليس مهماً، وليس موضع تقدير. والشعور بالسلبية تجاه العمل وتجاه أشياء أخرى، بالإضافة إلى التشاؤم نحو مستقبلك في هذه الوظيفة وتقدمك في عملك.

4-الصعوبة في التركيز

التوتر والاحتراق من أهم أسباب ضعف الذاكرة وفقدان التركيز وعدم القدرة على متابعة أبسط المهام، وتذكر أبسط الأشياء مثل الموعد الشهري لزيارة طبيب الأسنان مع طفلك.

5-تراجع الأداء في العمل

هل تشكين بأنك تمرين بأحد مراحل الاحتراق الوظيفي؟ قارني أدائك في العمل بأدائك بالسنوات السابقة إذا شهدتي تراجعاً ملموساً فلا بد أنك في أحد هذه المراحل.

6-زيادة المشاكل في البيت والعمل  

إذا أصبحت تقعين بجدالات تنتهي بمشاجرات وعصبية سواء في حياتك الشخصية أو حياتك العملية، أو أصبحت منعزلة عمن حولك ولا تتحدثين معهم أبداً فقد تكون هذه أحد علامات الاحتراق بسبب العمل.

7-المشاكل الصحية

إذا استمر احتراق الشخص بسبب عمله لفترة طويلة، يؤدي ذلك مع مرور الوقت لعدة مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب، والسمنة وغيرها من مشاكل الصحة النفسية.

هل المرأة العاملة أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي من الرجل؟

بينت دراسة أجرتها جامعة مونتريال الكندية أن النساء العاملات أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي، ويصبن به بشكل أسرع وبأعراض أكثر حدة من الرجال. ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:

-عدم إعطاء النساء أدوار قيادية تسمح لهن باتخاذ القرارات ورسم سياسة العمل، والتحم بالمسؤوليات وساعات العمل. ويعتبر ذلك مصدراً أساسياً للإحباط والاحتراق الوظيفي.

-كثرة مسؤوليات المرأة بين مسؤوليات الأمومة والعمل والحياة الزوجية، وعجزها في الكثير من الأحيان على الموازنة بين العمل والعائلة.

كثرة الانشغال بمختلف الواجبات والمسؤوليات وعدم ترك وقت فراغ لكي تعتني بنفسها وترتاح.

ما تأثير الاحتراق الوظيفي على علاقتك بأطفالك؟

تبين أن فوائد عمل الأم كثيرة وعديدة لها ولأطفالها. ولكن إذا وصلت لمرحلة الاحتراق بسبب العمل وكثرة مسؤولياتك العائلية والوظيفية، فهذا يعني أنك متعبة طوال الوقت، وأنك مشغولة ومتوترة. مما يعني أنه هناك تأثير سلبي كبير على علاقتك بأطفالك. عصبية الأم وصراخها على أطفالها بسبب إحباطها من العمل وتوترها المستمر سيجعل الأطفال يخافون منها ويبتعدون عنها مع مرور الوقت. كما أن انشغالها بالعمل وبمسؤوليات تنظيف البيت وتحضير طبخة جديدة كل يوم سيحول دون إيجاد الوقت والطاقة لقضاء وقت نوعي مع أطفالها والحديث معهم والقيام بنشاطات مسلية ومتابعتهم دراسياً. لذلك إذا أردت استعادة علاقتك السليمة من أطفالك عليك التخلص من هذا الاحتراق بأسرع وقت ممكن.

هل يؤثر الاحتراق الوظيفي على علاقتك بزوجك؟

يؤثر عمل المرأة على علاقتها مع زوجها حتى بدون أن تعاني المرأة العاملة من الاحتراق الوظيفي. ولكن وجود هذا الاحتراق وتعب الزوجة المستمر، وشعورها بالإحباط والحزن سيزيد من تأثير عملها على زواجها بشكل سلبي. لذلك من المهم ولتفادي أي مشاكل كبيرة في الحياة الزوجية من المهم أن تصارحي زوجك وأن تشاركيه همومك عن العمل، وأن تشرحي له ما تمرين به من ضغوطات وتوتر بسبب العمل، وجهدك المستمر لتحقيق الموازنة بين العمل والعائلة. سيساعد ذلك في عدم شعور الزوج بأنه مهمل أو أنك لم تعودي تهتمين به أو لم تعودي تحبينه. كما أنه سيساعدك في الحصول على دعم من زوجك لكي تتعافي من هذه الضغوطات التي دفعت بك إلى الاحتراق.

كيف يمكنك التعافي من الاحتراق الوظيفي؟

طالما أدركت بأنك تعانين من هذه الظاهرة الحديثة التي تخيم على حياة السناء العاملات في السنوات الأخيرة وبشكل كبير، آن الأوان أن تكوني إيجابية وأن تتخذي خطوات فعالة للتعافي من الاحتراق الوظيفي.

أفكار للتخلص من الاحتراق الوظيفي

1-اهتمي بنفسك

قد تبدو لك هذه الجملة مبتذلة ومكررة بعض الشيء، ولكن الحقيقة أن أول خطوة للتعافي من التوتر الوظيفي تبدأ من العناية بالجسم. مارسي الرياضة حتى ولو كنت مشغولة ، اشربي الكثير من الماء وتناولي الطعام الصحي. ومارسي التأمل ولو لفترة قصيرة يومياً.

2-أوجدي أصل المشكلة وحليها

من المهم أن تعرفي السبب الرئيسي الذي دفع بك للتوتر والاحتراق من الوظيفة، وأن تحلي هذه المشكلة. فإذا كانت بيئة العمل هي السبب اطلبي نقلك إلى فرع آخر، أو العمل مع فريق آخر أو إدارة مختلفة. إذا كان السبب عدم القدرة على اتخاذ القرارات اطلبي من مديرك بالعمل المزيد من المرونة والحرية في اتخاذ القرارات وساعات عمل أكثر مرونة أو حتى العمل من البيت عندما تحتاجين ذلك.

3-عدلي توقعاتك

خيبة الأمل، وعدم تحقيق التوقعات سبب أساسي لحدوث احتراق الوظيفة. لذلك اسعي إلى تعديل توقعاتك، وليكن من بين أهدافك التحسين المستمر بدلاً من الكمال المطلق.

4-اطلبي المساعدة

قاومي شعور بأنك الشخص المسؤول عن كل شيء وعن إنتاج كل شيء بأفضل صورة. واطلبي المساعدة من الزملاء في العمل إذا كان وقتهم ومسؤولياتهم تسمح بذلك، وإذا كنت في موقع قيادي اطلبي من فريقك القيام بالأمور التي لا تحتاج اهتمام وتنفيذ مباشر منك. وعلى صعيد العائلة إذا كان لديك أطفال صغار لا ضرر من الاستعانة بمربية تعتني بهم وأنت في العمل. وحاولي أن تعدي وجبات الطعام في وقت مسبق لكي توفري توتر سؤال “ماذا أطبخ اليوم؟” وأخيراً استعيني بمساعدة زوجك وأطفالك وبالكثير من المعدات المنزلية التي ستجعل حياتك أسهل.

5-خذي فترة استراحة

خصصي وقتاً يومياً للراحة، وهذا لا يضمن وقت ممارسة الرياضة فهذه مهمة من مهامك لتعتني بصحتك. اسألي نفسك ما هو نشاطك المفضل لتقومي به في وقت فراغك؟ وخصصي وقتاً يومياً مهما كان قصيراً لكي تمارسي هذا النشاط. وخذي وقتاً أسبوعياً لكي تقضي وقت نوعي مع زوجك ووقت آخر مع الأسرة كاملة. وخصصي وقتاً كل أسبوعين على الأقل كلي تخرجي مع صديقاتك ولا تنسي أن تستهلكي أيام إجازاتك السنوية كاملة، مهما كانت مسؤوليات العملة كثيرة ولا تنتهي، فالراحة والانفصال عن أجواء ومسؤوليات العمل من أهم طرق التعافي من الاحتراق الوظيفي.

 


انضمي للنقاش