انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

الانشغال الدائم: هل تشعرين بأنك في سباق لا ينتهي؟

الانشغال الدائم: هل تشعرين بأنك في سباق لا ينتهي؟

إذا كنت تقرأين هذا المقال فمن المحتمل أنك مررت بهذا الشعور من قبل: الانشغال الدائم وأنك في سباق مستمر مع الزمن. فالأفكار تتسارع في عقلك، ولا تعلمين هل تسارع افكارك سبب إحساسك بالفوضى أم هي الحياة أصبحت سريعة وصاخبة؟

«أنا مشغولة لدرجة لا تتخيلها»، «ليس لديّ الوقت الكافي»، يردِّد الكثيرون هذه العبارات وهي أشبه ما يكون بالتفاخر في صورة شكوى، فمعظم الشعوب اليوم يسيطر على حياة أفرادها سمة «الانشغال الدائم»، وأصبح هناك اعتيادٌ على ذلك، لدرجة أنهم يشعرون بالذنب إذا لم يكونوا مشغولين.

الانشغال الدائم يضعك في حلقة مفرغة من الجري المستمر. إنها مثل الوقوع في الرمال المتحركة. كلما حاولت الفرار، كلما امتصتك أكثر.

مؤشرات تدل على أنك في حالة “انشغال دائم”:

1| كثرة النسيان

 تبحثين دائماً عن مفاتيحك ومحفظتك. وذلك بسبب زيادة مستوى هرمون «الكورتيزول» في جسمك، والذي يُفرز عند التعرض للتوتر، ويؤثر علميًا هذا الهرمون على الذاكرة.

2| سرعة الاستثارة العصبية والغضب

 والسبب في ذلك هو أننا عندما نكون مرهقين تقل قدرة عقولنا على معالجة الأمور بشكل منطقي وهادئ، وبالتالي تقل قدرتنا على التسامح مع الأخطاء، وبالإضافة إلى ذلك فإن نمط الحياة المليئة بالإجهاد تقلُّ فيه عدد ساعات النوم مما يؤدي إلى استنزاف هرمون «السيروتونين» والذي يلعب دورًا هامًا في تهدئتنا خلال الأوقات العصيبة.

3| الشعور بالتَّعب عند الاستيقاظ بغض النظر عن عدد ساعات نومك

 ويعد التعب في ساعات الصباح واحدًا من العلامات على أنك تبذلين مجهودًا فوق طاقتك، وتذهبين في نهاية اليوم إلى النوم وتغلق عينيك، ولكن عقلك ما زال منشغلًا بالمهام المتلاحقة التي تسابق الزمن من أجل القيام بها.

4| الصداعٍ المتكرر

 ويعتبر الصداع الناتج عن التوتر من بين الأعراض الأكثر شيوعًا للإجهاد المزمن، لأن جزء من استجابة الجسم للإجهاد هو تقلص العضلات، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تشنج في عضلات الظهر والرقبة ومنطقة فروة الرأس ويزيد بذلك الإحساس بالصداع.

5| تشعرين في معظم وقتك بالاستياء ولا تنجحين في تحديد السبب بالضبط

 وذلك يرجع إلى أن التعرض للإجهاد بكثرة يؤدي إلى التأثير في هرمونات الجسم وحدوث اضطرابات في كيمياء الدماغ، وهذا يفسر إصابة الأشخاص الذين يتعرضون إلى الضغوط بشكل دائم بالاكتئاب.

السؤال هنا، كيف أنقذ نفسي من هذه الدوامة؟

هنا بعض الإرشادات التي قد تساعدك :

1| تجنبي استخدام كلمة «مشغولة» بشكل متكرر عندما يسألك الآخرون عن حالك، واستبدليها بعبارات مثل: «أنا في أحسن حال، هناك فقط بعض الأولويات التي على انجازها »، أو «هناك أفكار جديدة أحاول تنفيذها في أفضل صورة»، وذلك لأن ما نفكر به ونتحدث عنه باستمرار يبقى محفورًا في أذهاننا ويؤثر في تصرفاتنا، ولذلك فإنك إذا استخدمت كلمة «مشغولة» سيكون حالك كذلك سواء بوعيك أو بشكل غير مقصود.

2| حددي لكل مهمة وقتًا محددًا تعملين فيه بتركيز على إنجازها وحاولي أن لا تتجاوز الوقت المحدد، فالكثير من الأوقات تضيع نتيجة عدم وجود حدود واضحة للانتهاء من العمل الذي تقومين به والانتقال للذي يليه، وتعد إنتاجية ساعتين من العمل بتركيز أكبر من إنتاجية أربع ساعات وذهنك مشتت.

3| تذكري دائمًا أنه لن يكون بمقدورك القيام بجميع المهام المستهدفة، فمن الطبيعي أنه ستظل هناك مهام لم يسعفك الوقت للقيام بها نتيجة محدودية وقتك، لذلك لا ترهقي نفسك بالشعور بالذنب، لأن هذا سينعكس عليك صحيًا بشكل سيء.

4| لا تتجاهلي حاجتك إلى أوقات للراحة أثناء عملك، فهذا الوقت الذي ستقضيه خارج مكان العمل، سيجعلك أكثر إنتاجية. وأظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص يصلون إلى مستوى الإنتاجية المثالي عندما يأخذون فترات راحة قصيرة متعددة.

5| قومي بإعادة النظر في جميع الأنشطة التي تقومين بها في حياتك، وحددي ما إذا كنت قادرة على التقليل من بعضها لزيادة التركيز في أنشطة أخرى تساعدك على الهدوء و التركيز، مثل المشي في الطبيعة والقراءة والتأمل.

7- أحرصي على الفصل بشكل واضح بين العمل والمنزل، واحذري أن تجعلك وسائل التكنولوجيا في حالة عمل دائم، فاليوم أصبح الكثير من الأشخاص نتيجة وجود الهواتف الذكية معهم يعملون إلى وقت متأخر من المنزل، بقيامهم بالرد على رسائل البريد الإلكتروني، أو متابعة سير العمل من خلال بعض التطبيقات.

وأخيرا تذكري أن «الانشغال الدائم» لا يعني التقدم على الآخرين، وليس دليلًا على الإنجاز، بل أحيانًا يكون عقبة في طريق النجاح في العمل والعلاقات، فلنبطئ قليلا، ونستمتع بحياتنا وأطفالنا، فلنأخذ الوقت الكافي لنجلس مع من نحب، ونتحدث معهم بوعي حاضر ووتيرة هادئة. الحياة مليئة باللحظات الجميلة التي قد لا نراها  ونحن مشغولون!


انضمي للنقاش