انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

فن التواصل مع الأبناء

فن التواصل مع الأبناء

حياتنا اليومية عبارة عن سلسلة متواصلة من إرسال واستقبال الرسائل لكل من حولنا، دعونا نسلط الضوء على رسائلنا المستمرة لأطفالنا.  لنحقق التواصل الإيجابي معهم.

بداية لنتفق أن الاتصال والتواصل عملية ووسيلة مهمة جداً ولا يمكننا أن نستغني عنها، وبقدر أهميتها هي أيضاً السبب في كثير من المشاكل وقد تكون نتائجها سلبية وكل هذا بسبب سوء الفهم.

في عملية الاتصال هناك رسالة تصدر من المصدر الرئيسي وتمر هذه الرسالة خلال قناة توصيل إلى أن تصل للمتلقي، وتعتبر عملية الاتصال والتواصل بين الآباء والأبناء من الأدوات الرئيسية في التربية فنحن نقوم ببث رسائل التوجيه والإرشاد بشكل يومي ومكثف من لحظة إيقاظ الأبناء من النوم إلى لحظة الطلب منهم النوم.

لنلقي نظرة معاً على بعض الرسائل التي نرسلها لأولادنا بصورة عفوية وكيف يتم إرسال واستقبال الرسالة.

الموقف الأول

– أم تريد توجيه ابنتها عمرها 14 عام أن لبسها غير مناسب لزيارة عائلية.

الرسالة التي تريد الأم إيصالها ” اللبس غير مناسب للزيارة”

 الأم بصوت فيه استهزاء : ما هذا الشكل؟ اذهبي وأنظري في المرآه! (الرسالة غير واضحه وقناة الإرسال فيها تشويش بسبب صوت الأم الغير متوافق مع الموقف أو الرسالة)

الرسالة التي تم استقبالها من البنت المراهقة

الاحتمال (1) أنا لست جميلة أو أنا لا أجيد إتخاذ قرار بسيط مثل اختيار ملابسي، وبالتالي اهتزاز ثقة البنت بنفسها، وبناء على هذا الاحتمال قد تختار لبس آخر وتتعرض للانتقاد مرة أخرى أو أن تختار لها الأم ملابسها وفي الحالتين الرسالة لم تصل للبنت بشكل صحيح وأصبح هناك تحليل واستحضار مشاعر بناء على رسالة غير واضحة ومغلوطة.

الاحتمال (2) أمي فقط تريد السيطرة علي وأنا لي الحرية أن أختار ملابسي، وبناء على هذا الاحتمال قد ترفض البنت أن تبدّل ملابسها وترفض الخروج وقد يؤدي هذا إلى جدال حاد بينها وبين الأم، وبناء على الرسالة الغير واضحة التي وصلت بطريقة سلبية نتج سوء فهم وربما شجار بين الأم وابنتها!!

في هذا النموذج للتواصل بين الأم وابنتها كانت الرسالة غير واضحه بالإضافة إلى العوائق بقنوات الاتصال مما أدى إلى استقبال رسالة مختلفة تماماً عن الرسالة البسيطة التي تريدها الأم.

الموقف الثاني

 ابنك المراهق 16 عام أحضر علامة امتحان وكانت غير جيدة

الأم تريد إيصال رسالة لأبنها أن هذه العلامة غير مقبولة

الأم : إذا رأيت مثل هذه  العلامة مرى ثانية سأمنعك من الخروج مع اصدقائك لآخر العام الدراسي !! أو سأسحب منك الهاتف للأبد!!

أسلوب التهديد في التواصل مع الأبناء لإيصال رسالة محددة يساهم في ضياع الرسالة الأصلية فكل ما يركز عليه المتلقي في هذه الحالة هو التهديد وكيف سأتحدى ؟

أو أن المتلقي تعرض لمثل هذا التهديد اللفظي الذي لم يتم تطبيقه لأي سبب من الأسباب فيفهم أن هذه الرسالة غير حقيقة وهي مجرد موقف تهديد انفعالي.

في هذه الحالة لم تصل الرسالة للمتلقي بالرغم من علمه أنّ الأهل غير راضيين عن علاماته لكن الرسالة التي وصلته انفعالية ولم يأخذها بجدية.

الموقف (3) الأب أو الأم لا يبدون أي إهتمام بالمظهر الخارجي والنظافة، أولا يراعون ألفاظهم ويشتمون، لا يهتمون بالمواعيد.

الرسالة التي تصل للأولاد أن هذا هو العادي والمقبول.

في هذه الحالة التصرفات والمظهر الخارجي هو الرسالة الغير لفظية التي تصل للأبناء وربما هذه من أقوى أنواع الرسائل التي تصل بشكل مباشر وواضح.

كثيرة هي المواقف والرسائل ولأهميتها لا بد أن نكون واعيين لها وإليكم بعض النصائح لتواصل فعّال وصحيح مع أبناءنا.

-التواصل البصري لنحافظ أن نكون مع أبناءنا بنفس المستوى جلوس أو وقوف والابتعاد عن تعابير الوجه التي قد توحي بالسخرية.

-لنتأكد من إيصال الرسالة بالمعنى الصحيح عن طريق التأكيد على الرسالة وهدفها بشكل واضح وصريح، وإذا كنا نحنا المتلقي لنتأكد من فهمنا للرسالة التي يريد أبناءنا إيصالها لنا، لنبتعد عن الافتراض والتحليل دون الرجوع للمصدر.

-مراقبة أولادنا أثناء تلقي الرسالة ومشاعرهم (خوف، حزن، شرود) لنستطيع معرفة أثر الرسالة عليهم ومواصلة الحديث بطريقة ودية وفعّالة.

-الانتباه لنبرة الصوت وتعابير الوجه.

لنحاول الابتعاد عن

-الغمغمة بحديث غير مفهوم فهذا من شأنه أن يشعر الطرف المقابل بالتوتر.

-صوت منخفض جداً غير مسموع أو عالي جداً صراخ.

-استخدام كلمات نابية.

-عدم وضوح الرسالة واستخدام تفاصيل غير ضرورية.

كثير من مشاكلنا تحدث بسبب سوء التواصل مع أولادنا، مهاره التواصل مهمة جداً لنا كآباء وأُمهات فعندما نتقنها سنستطيع أن نربي ونعلم أولادنا أيضاً مهارة التواصل بفاعلية مع الآخرين التي سيحتاجون إليها في حياتهم، ففن التواصل هو لغة القيادة ومفتاح النجاح لنا ولأولادنا.

 

تصفحي أيضاً رسالة من فتاة عشرينية إلى أمها


انضمي للنقاش