انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

التعامل مع الصحة النفسية للطفل في ظل الحروب

التعامل مع الصحة النفسية للطفل في ظل الحروب

تعد الحروب من أكثر التحديات الإنسانية تأثيراً علينا، حيث يتعرض الأفراد، وخاصة الأطفال، لواقع مرير يتسم بالدمار والفوضى. وتترك الحروب أثراً لا يمحى في نفوس الأفراد والأطفال، وتتسبب في تشويه مفاهيم الأمان والاستقرار. ولهذا نقدم في هذا المقال نصائح وطرقاً تساعد الأمهات في التعامل مع الأثر السلبي للحروب على نفسية الأطفال. سواءً كنتِ أماً تعيش واقع الحرب حالياً أو ممن تعاصرين الحرب من مكان آمن، فنقدم لك في هذا المقال نصائح من واقع تجربة حقيقة لأم تعيش الحرب ونصائح من فريق أخصائيين نفسيين من موقع كلنا أمهات.

 

كُتب هذا المقال بقلم سيرين عوض من فلسطين من فريق موقع كلنا أمهات.

 

نصائح للأمهات المقيمات في مناطق الحروب:

1| التواصل الفعال:

حاولي الحفاظ على قناة تواصل آمنة وفعالة مع طفلك، ومنحه الفرصة للتعبير عن مشاعره ومخاوفه بالطريقة التي يختارها، دون مقاطعة أو محاولة فرض مشاعر مغايرة، كما من المهم العمل على زيادة التواصل والحوار بين كل أفراد العائلة فهذا من شأنه أن يعزز من شعور الأمان. واحرصي على إظهار ردود فعل هادئة ومتزنة قدر المستطاع، لما لها من أثر إيجابي على نفسية الأطفال.

 

2| خلق بيئة آمنة:

رغم صعوبة الأمر، ولكن حاولي توفير بيئة آمنة للطفل قد تكون من خلال الحفاظ على لعبته المفضلة، أو القيام بفعل روتيني يومي مشترك.

 

3| اللعب والتسلية:

يعتبر اللعب من أفضل الوسائل لتخفيف الضغط والتوتر وتحسين المزاج، حاولي صنع ألعاب من المواد المتوفرة كالحجارة والرمل، أو لعب بعض الحروف اللغوية مثل: سوق عكاظ، لعبة ( اسم، نبات، جماد، حيوان) بحسب الحرف الهجائي وغيرها، وشاركي طفلك في اللعب لتعزيز العلاقة العاطفية والأمان بينكما، وتنمية مهارات التكيف في ظل الظروف الصعبة.

 

4| البحث عن دعم اجتماعي:

اسعي لتبادل الخبرات والتشارك في التجارب وطلب الدعم مع المحيط المجتمعي أو محيط العائلة الأكبر، ففي مشاركة الألم والتحديات مواساة، وتفسح مجالاً للتعبير عن المشاعر، وتحسين الحالة النفسية للطفل والأم معاً.

 

5| لا تعزلي طفلك عن الأحداث:

اشرحي لطفلك بمصطلحات مناسبة بحسب عمره ما يجري، فالمعرفة قوة تساعده في التعامل وفهم الأمور، ومن الممكن أيضاًَ قراءة قصص عن الخير والشر وانتصار الحق على الباطل، فذلك يساعد في تحسين نفسية الطفل ويكسبه نظرة تفاؤلية للأمور.

نصائح للأمهات المقيمات خارج مناطق الحروب للتعامل مع الصحة النفسية للأطفال:

1| شرح الأحداث للطفل:

من المهم أن يكون لدى الطفل معرفة حول ما يجري في العالم بما يتناسب مع عمره، ولكن احرصي على عدم مشاهدته لصور أو فيديوهات غير مناسبة، ومن الأفضل عدم تعريض طفلك لمواقع التواصل الاجتماعي، ممكن استخدام القصص والكتب لتقريب الصورة بشكل أفضل.

 

2| التحدث عن المشاعر:

أفسحي الفرصة للطفل في التعبير عن مشاعره وطرح أسئلته بعد إخباره عن الأحداث الجارية، ليتمكن من التعامل مع الأمر بصورة صحيحة. حاولي الإجابة عن كل أسئلته بصورة واضحة وصادقة تتناسب مع عمره، وامنحيه الحرية الكاملة للحديث، وفي حال عدم تمكنه من التعبير عن مشاعره بشكل صحيح ساعديه في ذلك. من الممكن الذهاب للحديقة واستغلال الزيارة للحديث أكثر، أو استخدام الرسم والتلوين، أو حتى التفريغ الحركي من خلال الرياضة أو الركض أو القفز.

 

3| مساعدة الطفل في بناء صورة إيجابية عن المستقبل:

ارسمي صورة إيجابية للمستقبل في ذهن طفلك، وحدثيه عن الأمل والتفاؤل، ومن الممكن الحديث عن قصص لتحرر بعض الدول بحسب عمر طفلك مثل تحرر الجزائر، وتحرر فيتنام، أو قراءة سور وآيات من القرآن الكريم عن انتصار الخير والحق حتماً، والآيات التي تصف الجنة ونعيمها.

 

4| ساعدي طفلك في تقديم شيء يخدم القضية:

ابحثي عن المتاح بحسب بلدك، مثلاً: التبرع بملابس أو ألعاب أو نقود، أو إقامة نشاط مدرسي أو في حديقة عامة يُعرف بالقضية بشكل مبسط، ويعزز هويته وانتماؤه.

 

5| قللي من مشاهدتك الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي:

أنتِ الأساس في إدارة مشاعر طفلك، لهذا من المهم أن تحافظي على صحتك النفسية، خصصي وقتاً محدداً لمشاهدة الأخبار وتأكدي من تفريغ مشاعرك بشكل صحيح بعدها، ويُفضل أن يكون الوقت المخصص وقت نوم أطفالك.

في ختام هذا المقال، ندرك أهمية التأثير العميق الذي تتركه الحروب على الصحة النفسية على النفس البشرية بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص. فيقع على عاتقنا تقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال، لمساعدتهم في تجاوز هذا التأثير والتكيف مع التغيرات التي حلت بهم.

وندعو أن يعم السلام والطمأنينة على كل أطفال العالم.


انضمي للنقاش