انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

مبادرة خط آمن لتقديم الدعم لأمهات وأطفال فلسطين

مبادرة خط آمن لتقديم الدعم لأمهات وأطفال فلسطين

في ظل الظروف الصعبة جداً والغير اعتيادية التي تمر بها أمهات فلسطين وخصوصاً أمهات غزة وأطفالهن في هذه الأيام، قامت الأخصائية إيناس خلف والتي نتشرف بوجودها في برنامج خبراء ممزورلد، بإطلاق مبادرة خط آمن مجاني لتقديم الدعم لأمهات وأطفال فلسطين. تحدثنا مع إيناس ومع المتطوعة في المبادرة حنين زقوت الأخصائية النفسية لنعرف أكثر عن هذه المبادرة.

التأثير النفسي والعاطفي على الأطفال والأمهات مما يجري حاليا في مختلف مناطق فلسطين 

في البداية حدثتنا حنين عن التأثير النفسي والعاطفي على الأطفال مما يجري حاليا في مختلف مناطق فلسطين، حيث أشارت إلى أن هناك قسمين لهذا التأثير.

-القسم الأول: وهو تفاعل الطفل خلال الأحداث، والطريقة التي يعبر بها الطفل عن مشاعره من خوف شديد، وبكاء، وقلق، وعدم شعور بالأمان، والذي قد ينعكس على شكل انعزال أو تبول لا إرادي، وتأتأة في الكلام أحياناً. وأحياناً قد تؤدي هذه الأحداث إلى اضطرابات سلوكية وعنف لدى الطفل.

-القسم الثاني: الاضطرابات النفسية والأمراض التي قد تتطور نتيجة هذه الأحداث. مثل اضطراب كرب ما بعد الصدمة، واضطراب الهلع، والاضطراب العام. بالإضافة إلى اضطرابات النمو، واضطرابات التواصل الخاصة بالأطفال. وتحتاج كل هذه الاضطرابات إلى تدخل من مختص بالعلاج النفسي بعد انتهاء الحروب لعلاج الأطفال.

أما بالنسبة للتأثير النفسي والعاطفي على الأمهات جراء الحرب، قالت حنين إن الأمر لا يقل وطأة على الأمهات، بل على العكس قد يكون التأثير أكبر وذلك بسبب ما تتعرض له الأمهات من ضغط بينما يحاولن احتواء أطفالهن وطمأنتهم، فيقمن بإخفاء وكبت مشاعر الخوف والحزن وعدم التعبير عنها، مما يترك أثراً كبيراً في نفوسهن بعد انتهاء الأحداث. أكثر ما تشعر به الأمهات خلال الحروب هو شعور العجز والخوف من عدم قدرتهن على حماية أطفالهن، بالإضافة إلى الإجهاد النفسي واضطرابات النوم والطعام خلال فترة الحروب. وتعاني الأمهات بعد انتهاء الحروب من نفس الاضطرابات التي يعاني منها الأطفال، مثل اضطراب الكرب الحاد، والاكتئاب واضطراب الهلع، واضطراب الطعام. وكما هو الحال مع الأطفال تحتاج الأمهات لتلقي المساعدة من مختصين في العلاج النفسي للتعامل مع هذه الاضطرابات بعد انتهاء الحروب. لكي تساعد الأم نفسها وتتمكن بالتالي من مساعدة طفلها، أما إذا كبتت الأم هذه المشاعر ولم تتعامل معها واستمر الأمر لفترة طويلة فلن تتمكن الأم من مساعدة نفسها ولا مساعدة طفلها.

وأضافت حنين أن الأطفال من جميع الفئات العمرية، وحتى الكبار معرضين للأزمات والاضطرابات النفسية خلال الحروب والاضطرابات العامة. ولكن تشير الدراسات النفسية إلى أن الست سنوات الأولى من عمر الطفل مهمة جداً ولها أثر كبير على بقية حياته. وخاصة أن الطفل في هذا العمر غير قادر على التعبير عن مشاعره بشكل كافي، مما يترك أثار على المدى البعيد بسبب ما يمر به خلال الست سنوات الأولى من عمره.

وأكدت حنين أنه لا يمكن تجنب التأثير طويل المدى على نفسية الأطفال بشكل نهائي، ولكن يمكن تخفيف وطأته وحدته، من خلال احتواء الأطفال أثناء الحروب والأزمات من قبل الأبوين معاً وليس فقط من الأم. ومساعدة الأم والأب أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم خلال الحرب، وتقبل هذه المشاعر والسلوكيات خلال الأحداث الصادمة. وعند ملاحظة أي سلوكيات غير اعتيادية لدى الطفل يجب عرضه على مختص بعد انتهاء الأحداث.

مبادرة خط آمن

وهي مبادرة مجانية لتقديم استشارات إرشاد نفسي لأمهات غزة على وجه الخصوص، وأمهات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني عموماً. في ظل العدوان على غزة، والأحداث الأخيرة المقلقة التي تتعرض لها جميع مناطق فلسطين المحتلة.

تضم المبادرة إلى هذه اللحظة 32 متطوعة، وهناك العشرات الذين لا يزالون ينتظرون الرد لتأكيد انضمامهم للمبادرة. لذلك يمكن القول أن المبادرة تضم ما يصل إلى 60 متطوعة، من فلسطين والأردن. منهم عاملات اجتماعيات، وأخصائيات نفسيات، ومعالجات عاطفيات، ومختصات في الإرشاد النفسي.

آلية تقديم الدعم تعتمد على ما تختاره الأم التي تحتاج للمساعدة. حيث تتواصل الأم معنا من خلال صفحتنا على انستغرام Mamanet. ثم نتواصل معها لنسألها عن طريقة التواصل الأنسب لها، سواء كانت من خلال انستغرام، أو واتساب أو اتصال من خلال تطبيق زوم، ويعتبر الخيار الأخير هو الأفضل، ولكنه غير متوفر لدى الجميع.

من الجدير بالتنويه إلى أن منصة ماما نت على انستغرام هي منصة لتقديم محتوى مصور ومكتوب لدعم الأهل والأمهات تحديداً، من قبل مختصين في مجالاتهم، حيث نحرص دائماً على مهنية المعلومة المقدمة للأهل.

كيف يمكن دعم مبادرة خط آمن؟

نواجه حالياً صعوبة في الوصول إلى أمهات غزة تحديداً وهم أكثر شريحة مستهدفة لدينا. ندرك أنهم تحت القصف، والتفكير بالحصول على استشارة يعد رفاهية. ولكن هذا لا يقلل من أهمية الحصول على الدعم والاستشارة النفسية بالرغم من الظروف. لذلك أهم طريقة لدعم المبادرة هي نشرها وتعريف الجميع بها لتصل إلى أمهات فلسطين وأمهات غزة تحديداً وليتمكن من الحصول على الدعم النفسي والعاطفي اللازم.

 

يمكن لأمهات غزة وباقي فلسطين الحصول على استشارة مجانية والتواصل مع المتطوعات على صفحة ماما نت


انضمي للنقاش