انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

هل تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في دعم القضية الفلسطينية؟

هل تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في دعم القضية الفلسطينية؟

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية، تحركاً كبيراً لدعم القضية الفلسطينية، وذلك في ظل اقتحامات المسجد الأقصى، وقضية تهجير أهالي الشيخ جراح والعدوان الأخير على قطاع غزة. تحدثنا د. ريما دياب الرئيس التنفيذي لمنظمة جالاكسي للتكنولوجيا وخبيرة الذكاء الاصطناعي في هذا المقال عن الطريقة السليمة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية.

 

القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني مسلوب منذ عام 1948، ولكن ما حدث مؤخراً هو تسليط الضوء، وزيادة الوعي بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك من خلال العديد من المنشورات التوعوية والتي تحث على التضامن مع القضية من قبل مؤثرين على هذه المواقع. ومن المثير لاهتمام أن المنشورات كانت على حسابات مؤثرين في مجالات الفن والموضة والطبخ، ولم تقتصر على الناشطين في المجال السياسي، وحقوق الإنسان.

وكانت لهذه المشاركات الفاعلة، تأثيراً إيجابياً بالفعل لنقل الأحدث بمصداقية عالية، بعيداً عن أي مؤثرات إعلامية موجهة. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي وللمرة الأولى أداة مهمة في نشر الوعي عن القضية ونقل الصورة من جانب أصحاب الحق، وهم الشعب الفلسطيني.

ولكن كان هناك سلوكيات سلبية قام بها مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وهم يحاولون دعم القضية، قد تضر بدل من أن تفيد. لذلك من المهم معرفة أن هناك أدبيات لاستخدام السوشيال ميديا وفيما يلي أهمها:

-من المهم تحديد الفئة المستهدفة التي نود إيصال المنشورات إليها من خلال منصات التواصل الاجتماعي. ومخاطبة هذه الفئة بالأسلوب المناسب. فالمنشور الموجه لصناع القرار يختلف عن المنشور الموجه للرأي العام. وهنا يجب ذكر أن المنصة الأكثر استخداماً من قبل صناع القرار، مثل الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية هي منصة تويتر. فبالتالي يكون الأسلوب الأفضل هو كتابة نص قصير ومؤثر، واستخدام الهاشتاج المناسب مع ذكر هذه الهيئة في نهاية المنشور. بينما يتجاوب البعض للمنشورات التي تحتوي أرقام وحقائق، في حين يمكن لفت أنظار الكثيرين من خلال السرد القصصي ومقاطع الفيديو والصور.

-من المهم التعرف على سياسات الخصوصية لكل منصة نود استخدامها لنشر الوعي وزيادة التعاطف مع القضية الفلسطينية، والالتزام بها لتجنب الحظر، والتمكن من الاستمرار بالنشر بنجاح. ومن المهم الإلمام بأساسيات أمن المعلومات والأمن السيبراني للتمكن من استخدام هذه المنصات بشكل سليم وقانوني.

-لدى هذه المنصات سياسة صارمة فيما يتعلق بخطاب الكراهية، لذلك قد يؤدي استخدام الشتائم والألفاظ النابية، تجاه أشخاص معينين، أو مجموعة عرقية أو دينية إلى حظر المستخدم من النشر عبر هذه المنصة. لذلك من المهم تجنب استخدام هذه الألفاظ والعبارات السلبية. لأن استخدام هذه الألفاظ التي تعتبر خارجة عن الآداب العامة قد تؤدي إلى ملاحقة قضائية، حتى بعد حذف المنشور.

-كما تمنع المنصات نشر أي مشاهد تصنف عنيفة، لذلك من المهم تجنب أي مشاهد تحتوي على دماء، أو جثث أو ما شابه.

-التحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، لقد أعجبت جداً بكيفية تحايل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على خوارزميات هذه المنصات، التي بدأت ترصد عبارات معينة لتحجب المنشورات المناصرة للقضية الفلسطينية. حيث أنهم كتبوا هذه العبارات إما بدون نقاط أو بشكل مقطع للتحايل على هذه الخوارزميات للاستمرار في نشر محتوى داعم للقضية.

الهاشتاج واستخدامه الصحيح

من المهم معرفة الهاشتاج الرائج في ذلك اليوم، واستخدامه بالمنشورات. ومن الجدير بالذكر أن الهاشتاج أكثر تأثيراً على منصة تويتر وهي المنصة الأكثر نمواً، مع أنها تستخدم عبارات مقتضبة. لذلك من المهم مواكبة الترند ومعرفة الهاشتاج الأكثر رواجاً واستخدامه في المنشورات.

كما يجب التنويه أن الهاشتاج في انستغرام وفيسبوك يكون له تأثير عندما يكون من ضمن المنشور نفسه، وألا يزيد عددها عن ثلاثة في كل منشور. أما استخدام الهاشتاج في التعليقات فهو غير مفيد على الإطلاق. بل بالعكس يعمل الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي على حجب هذه التعليقات وفي الكثير من الأحيان حظر صاحبها لأنه يصنفها على أنها غير مفيدة أو SPAM.

نوعية المنشورات

من المهم التركيز على نشر المحتوى الإيجابي ونشر صورة الشعب الفلسطيني على أنه صاحب حق بدلاً من الضحية طوال الوقت. والتركيز على نشر الصور الإيجابية والباعثة للأمل. وتصوير أطفال فلسطين وهم ذاهبون لمدارسهم أو وهم يلعبون بالرغم من الاحتلال والدمار. والتركيز على السرد القصصي من خلال فيسبوك تحديداً، والتركيز على الصور ومقاطع الفيديو الإيجابية المليئة بالأمل والحياة من خلال انستغرام. بدلاً من الصور الحزينة التي تتحدث عن الموت والدمار.

والشعب الفلسطيني غني بقصص النجاح الكثيرة والجميلة، وهناك الكثير من قصص النجاح التي يجب تسليط الضوء عليها، لفلسطينيين تحدوا الظروف الصعبة ونجحوا بشكل مبهر.

التفاعل على الحسابات المعادية

لوحظ في الأسابيع القليلة الماضية زيادة تعليقات مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي العرب على حسابات من الكيان المحتل. وهو أمر غير مفيد إطلاقاً، بل على العكس زيادة التفاعل، وكثرة التعليقات، ترسل رسالة إلى الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات على أن هذا الحساب مهم، ولديه محتوى مهم لذلك يجد تفاعلاً وتعليقات كثيرة. لذلك من الأولى عدم متابعة هذه الحسابات وعدم التعليق على منشوراتها، أو مشاركتها. التجاهل هو الحل الأنسب.

تقييم منصات التواصل الاجتماعي على Apple store وPlay Store

كان هناك مؤخراً حملة مميزة لإعطاء تقييمات سلبية لإنستغرام وفيسبوك على Apple store وPlay Store، بسبب دعمها للكيان المحتل، وحجبها للمحتوى الداعم لفلسطين. مما أدى إلى تراجع تصنيف هذه التطبيقات بشكل كبير، وهو أمر أدى إلى تراجع القيمة السوقية لهذه التطبيقات على منصات تحميلها.

وهنا أود أن أنه لضرورة وجود منصات تواصل اجتماعي عربية، وأتمنى أن تجتمع العقول العربية العاملة في مجال التكنولوجيا والسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي للاستقلال عن المنصات الموجودة وإنشاء منصة عربية بديلة.

أهم خطوات لدعم القضية الفلسطينية من خلال منصات التواصل الاجتماعي

-عدم التوقف عن الدعم، فالقضية لا تزال موجودة وتحتاج منا كل المناصرة والدعم. وتختلف أشكال الدعم بدءاً بالدعاء، وصولاً للتبرعات العينية والمادية لنصرة الشعب الفلسطيني وجهود الإغاثة من خلال جهات موثوقة وقانونية.

-الاستمرار بزيادة الوعي من خلال منصات التواصل الاجتماعي. ونشر محتوى إيجابي وفعال بشكل مدروس.

-استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، من خلال تقديم دروس ودورات تدريبية مجانية. فكل شخص لديه وقت ومهارة يمكن أن يشارك بها، فليستخدمها في تدريب وتعليم أبناء هذا الشعب على هذه المهارات. ولقد أطلقنا مؤخراً من خلال شركتنا حملة لتدريب أبناء قطاع غزة على مهارات الذكاء الاصطناعي، ومهارات التسويق الإلكتروني.

 

اقرئي أيضاً الأمومة في ظل الأحداث في فلسطين

ريادية شابة، تؤمن بتغير حياة الافراد بتمكينهم بالتكنولوجيا الحديثة.

تشغل حاليا منصب المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة Galaxy للتكنولوجيا، وهي منظمة لتمكين النساء والشباب والأطفال في الأماكن الأقل حظاً وتعاني من ضعف تكنولوجي وتقديم الحلول التكنولوجية من ذكاء اصطناعي وانترنت الأشياء وامن المعلومات. كما شغلت المدير العام لشركة Alcatel/ Nokia في الأردن التي تقدم حلولاً تقنية لخدمات الاتصالات وعيّنت كأصغر مدير تنفيذي في منطقة الشرق الأوسط. ريما دياب حاصلة على جائزة أفضل مشروع تكنولوجي في سان فرانسيسكو، وجائزة النساء في قطاع التكنولوجيا من مؤسسة ميرا كول فاونديشن الامريكية، صنفت كأفضل رياديي الاعمال في برلين -ألمانيا.

ريما لديها أكثر من عشر سنوات خبرة في ريادة الاعمال وعملت في شركات الاتصالات ومع منظمة الأمم المتحدة وهي عضو في العديد من الهيئات الشبابية والنسائية العالمية ولديها العديد من المبادرات التطوعية لخدمة المجتمع في مجال التكنولوجيا.


انضمي للنقاش