انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

ميساء أبو لبن: وثقت بحدسي وإيماني فأصبحت ناجية من سرطان الثدي

ميساء أبو لبن: وثقت بحدسي وإيماني فأصبحت ناجية من سرطان الثدي
ميساء أبو لبن أم لثلاثة أطفال، وناجية من سرطان الثدي.
واجهت ميساء مرضها بشجاعة وإيمان،
وأرادت أن تشارك قصتها لتكون ملهمة لغيرها من النساء.

 

بدأت قصتي مع سرطان الثدي بعد ولادة طفلي الثالث بستة أشهر، حيث لاحظت بعض التغييرات في جسمي، ولكني لم أعرها أي انتباه في البداية حيث ظننت أنها تغيرات طبيعية بسبب الولادة والرضاعة. ولكن مع استمرار هذه التغيرات والتي تمثلت بخروج الدم من الثدي مع الحليب كلما أرضعت طفلي. بالإضافة إلى تغير كبير في مواعيد الدورة الشهرية، حيث أصبحت تتكرر كل عشرة أيام أو أسبوعين. حينها، شعرت بشعور غريب وبدأ ناقوس الخطر يدق في رأسي. وقررت أن أوقف رضاعة طفلي لعلها تكون السبب.

استمر النزيف من الثدي، وتغير مواعيد الدورة حتى بعد توقفي تماماً عن الرضاعة. فذهبت لرؤية طبيبة نسائية، والتي تعاملت مع الأمر على أنه عدم انتظام بالهورمونات ووصفت العلاج لذلك. ولكني لم أكن مقتنعة بالتشخيص أو العلاج، فكان هناك حدس في داخلي يخبرني أني مصابة بسرطان الثدي!

لطالما تمتعت بحدس قوي، ولم يسبق لإحساسي أن يخدعني من قبل. فبدأت أبحث على شبكة الانترنت، وبالرغم من أني لم أظهر أي من الأعراض السائدة مثل تغير حجم الثدي والاحمرار، ووجود كتلة يمكن إحساسها باليد في الثدي، إلا أني تذكرت إصابة زوجة عمي قبل سنوات بسرطان الثدي وكان أول الأعراض التي شعرت بها هو توقف الدورة الشهرية. بالإضافة إلى أن المصادر العلمية تشير لوجود عامل وراثي للإصابة من السرطان، خصوصاً من جهة الأم. وقد سبق أن أصيبت خالتي وابنة خالتي رحمهما الله بالسرطان.

كل هذه العوامل وعلى رأسها احساسي الذي لم يخنني من قبل دفعني للذهاب لذلك لرؤية طبيبة مختصة بجراحة الثدي، والتي حصلت على عينات من الحليب ليتم فحصها، بالإضافة لطلب إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية والماموغرام. بعد أن عادت نتائج عينات الحليب طبيعية، لم يشجعني زوجي على الاستمرار بفحوصات الأشعة، قائلاً إن هذه أوهام في رأسي وعلي ألا أستمع لها. وبالفعل استمعت لنصيحته ولم أجري باقي الفحوصات بانتظار أن تتحسن حالتي. ولكن بعد مرور فترة من الوقت، ومع استمرار الأعراض، قررت مراجعة طبيب أورام لكي أقطع الشك باليقين.

قام طبيب الأورام بأخذ عينة من الانسجة، والفحص السريري، وفحص الموجات فوق الصوتية، وعادت النتائج كلها طبيعية، فطمأنني الطبيب مكرراً كلام زوجي بألا أستمع للأوهام في رأسي. ولكن الأعراض لم تتحسن، عندها قررت بعد تحدثي مع طبيبتي النسائية، مراجعة أخصائي جراحة. عندما عرضت نتائج تحاليلي السابقة على الطبيب استغرب من سبب زيارتي، ولكني قلت له بإصرار بأني أريد إجراء فحص ماموغرام، لأني أشعر بأن هناك أمر جدي، حيث أن حالتي لم تتحسن منذ تسعة شهور.

حصل زوجي على نتائج الفحص قبلي، وقام على إثرها بحجز موعد لي مع طبيب مختص بالثدي. تأكدت حينها بالرغم من إنكاره أن النتائج بينت إصابتي بالسرطان. ولكني دخلت مرحلة الإنكار، حتى أخبرني الطبيب أن لدي ورم! صببت غضبي على زوجي الذي علم قبلي ولم يخبرني. ثم استرسل الطبيب في شرحه عن العملية قائلاً إن هناك موعد متاح يوم 2016/5/30 فرفضت هذا الموعد لأنه موعد حفلة نهاية العام في مدرسة بناتي. فغير الطبيب الموعد إلى 2016/5/24 الذي أصبح أهم تاريخ في حياتي بعد ذلك.

استمر الطبيب في شرح الخيارات، وغرقت بعد دوامة الغضب التي أصابتني في دوامة من التفكير، بأطفالي ووالدي ووالدتي، وأصبحت هادئة، مستمعة للطبيب ولنصائحه، الذي طمأنني أن السرطان في مرحلة مبكرة جداً هي المرحلة صفر، ولن يحتاج ان شاء ألله سوى لاستئصال، يليه عملية تجميلية، دون الحاجة لعلاج كيميائي أو إشعاعي.

بعد أن انهيت الإجراءات في العيادة ذهبت لأصلي حامدة ربي على ما كتبه لي، وعلى عدم حاجتي لعلاج مكثف. وقررت أن أكون قوية في مواجهة هذا المصاب، الذي اعتبرته بداية ولم أشعر أنه نهاية.

في يوم العملية، وبعد تحدثي مع طبيبي قررت إجراء استئصال للثديين معاً لضمان نتائج أفضل. لا أنكر أن العملية مؤلمة ومتعبة، ولا أنكر أني حزنت وبكيت بسبب إصابتي بالسرطان. ولكني لم أُشعر من حولي أني ضعيفة، فكنت حريصة على أن أبدو قوية ومتماسكة لأجلهم. وذهبت بالفعل لحضور حفلة نهاية العام في مدرسة بناتي، واستمريت بممارسة حياتي بشكل طبيعي رغم آلامي.
الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، الحمدالله على حدسي القوي الذي جعلني أستمر بالبحث وإجراء الفحوصات رغم كلام الأطباء. أريد أن أؤكد على أهمية الفحص المبكر، لأن اكتشاف مرضي مبكراً هو ما عفاني من مشقة العلاج الكيماوي والإشعاعي. بالإضافة إلى أهمية التحلي بروح إيجابية، والحصول على الدعم من الأشخاص المقربين وعلى رأسهم الزوج الذي يعتبر مصدر مهم للقوة والدعم لمريضة السرطان.

الرسالة التي أود توجيهها للجميع بناء على تجربتي هي أن الكشف المبكر أساسي للنجاة من سرطان الثدي .

افحصي ولا تتردي ….. افحصي واطمئني لأنك ينبوع الحياة والأمل لمن حولك.

 

ميساء أبو لبن 

 

 

تصفحي أيضاً 7 أسباب واهية تمنعك من الفَحص المُبَكِر للكشف عن سرطان الثدي

7 أفكار لحياة متوازنة وأكثر صحة للأمهات

كل ما تحتاجين معرفته عن سرطان الثدي الوراثي


انضمي للنقاش