إنجازات صغيرك مناسبة تستحق تقديم الهدايا للأطفال والاحتفال، ولكن هناك فخًا نقع فيه بصورة دائمة وهو تقديم الكثير من المكافآت الزائدة التي تؤدي حتماً إلى أن يصبح الأطفال “مدللون”، لذلك في هذا المقال نقدم لك المعايير الصحيحة لتقديم الهدايا للأطفال.
في حين أن تقديم الهدايا يمنح الشعور بالرضا لكل من المتلقي والمرسل؛ وتتنوع هدايا الأطفال من الحلوى والألعاب والأدوات والحوافز المادية، يقول الخبراء أن تقديم مثل هذه الهدايا يقيد الحب بشروط، وكأنك تشجعين في الطفل فكرة أنني أحبك طالما أقدم لك المزيد من الهدايا، لذا عند اختيار هداي الأطفال يفضل أن تكون ذات قيمة للطفل، لأن الانغماس في الهدايا والحوافز بمرور الوقت قد يؤدي إلى مشاكل عاطفية وسلوكية، وأخطاء في تمنية الوعي المالي للطفل. وكثيرًا ما تقع الأم العاملة في هذا الخطأ إذ تغرق أطفالها بالهدايا بعد أن تنشغل لعدة أيام في عملها كحل لتخفيف الشعور بالذنب لدى الأم العاملة.
وتظهر بعض الأبحاث أن الأطفال الذين يغرقون في الكثير من الألعاب يكون تركيزهم أقل لأن لديهم الكثير من الأشياء للاختيار من بينها، وتصبح لها قيمة أقل لكثرتها من المرجح أن يكون مهملاً كذلك. كما أن تدليل الأطفال لا يجعلهم سعداء حقًا، إنما فقط مدللون تزيد صعوبة إرضائهم ويميلون إلى نوبات الغضب عندما لا يحصلون على ما يريدون. فاحرصي على ربط الهدية بقيمتها المعنوية أكثر، وتعزيز اهمية الحفاظ على الأدوات لدى الطفل من خلال تقديم الهدايا الكبيرة في المناسبات الحقيقية واستخدام بدائل الهدايا عند التشجيع وتحفيز الانجازات. وهنا لا نقترح عدم تقديم الهدايا بل توضيح قيمتها وتعليم الطفل التقدير والامتنان.
عند تقديم الهدايا للأطفال تذكري المعايير التالية
1.الهدايا لا تعوّض عن اللحظات العاطفية
أظهرت الأبحاث أن إنفاق الأموال على “الأشياء” لا يجعلنا أكثر سعادة، ولكن إذا أبدلت الهدية المادية بما يسمى وقت نوعي مع الطفل أو نشاط مميز كدعوة طفلك لحضور عرض أو زيارة معرض، والتقاط صورة في الموقع يمكنك تأطيرها والاحتفاظ بها كذكرى أو كتابة رسالة لطفلك يحتفظ بها وتكون ذات معنى بمرور الوقت.
2.تقديم هدايا طويلة المدى
في الستينيات من القرن الماضي، طرح باحث في جامعة ستانفورد “اختبار المارشملو” للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات. وجدت هذه الدراسة أن الأطفال الذين يمكنهم الامتناع عن تناول المارشملو على الفور من أجل كسب مال أكثر في وقت لاحق – كانوا أكثر صحة ونجاحًا في الحياة.
وتتمثل إحدى طرق تعليم هذه المهارة للأطفال في سن المدرسة في تقديم المال، بدلاً من أدوات محددة، ولكن مع فرض بعض القواعد: يمكن لطفلك إنفاق 20٪ على الفور، كيفما اختاروا؛ كما يجب توفير 30٪ وإنفاقها بعد عام؛ و 50٪ الأخرى يجب أن تتجه نحو مستقبلهم على المدى الطويل.
3.المشاركة في الأعمال الخيرية
علمي الأطفال في وقت مبكر كيف يكونون كريمين. يمكنهم اختيار لعبة لتقديمها لجمعية خيرية، ابحثي أيضًا عن فرص لتعليم الأعمال الخيرية على مدار السنة فهي أفضل هدية للمراهقين خاصة. حيث يمكن أن يساعدهم ذلك على فهم قيمة العطاء وتجنب الأنانية.
يعد الانغماس في أفراح غير مادية للأطفال طريقة رائعة لبناء حب غير مشروط وتقوية العلاقة مع طفلك مثل الجلوس على الأريكة لقراءة الكتب، أو صنع وجبة معاً، وبهذه الطريقة سيتخلى الأطفال عن الألعاب والأدوات والطلبات المادية الأخرى لعلاقة حقيقية بين الوالدين والطفل.
4.ليكن الامتنان والتقدير عادة جديدة
يوصي علماء النفس بتدليل الأطفال بالتقدير والكلمات الذهيبة بدلًا من الهدايا الكثيرة، يمكن للوالدين أيضًا تعليم الأطفال الامتنان عندما يقولون شكرًا لأطفالهم في كثير من الأحيان. اشكريهم على جهودهم، وقدريهم فقد تتلف لعبة طفلك لكن كلمة ” أحب قضاء الوقت معك! أو أقدّر وجودك في حياتي!” ستبقى معه للأبد!
5.لا تتجاوزي الميزانية
يكافح العديد من الأهالي للحصول على ما يريدونه لأطفالهم بغض النظر عن التكلفة، لكن شراء الهدايا خارج إمكانياتك لا يساعد في شيء وبعد شهر أو شهرين، قد لا يتذكر طفلك حتى اللعبة المكلفة التي كان يطلبها، لكن حسابك المصرفي سيتذكرها بالتأكيد. قد يصاب طفلك بخيبة أمل في الوقت الحالي، ولكن عندما يكبر سيقدر مدى صعوبة تمويل قوائم هدايا الأطفال. بغض النظر عما تقدميه لأطفالك فإن الشيء المهم هو أنهم يحظون بحبك ودعمك. علمي طفلك الوعي المالي وفكرة الحصالة لجمع مصروفه الخاص وشراء الكماليات لنفسه ليشعر بقيمتها.