قد تدفعك الكثير من المواقف إلى مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات وتنظرين لهم بأنهم أمهات أفضل منكِ وتشعرين بالفشل والإحباط تجاه أمومتك.ولكن نحن هنا لنقول لكِ أن عليكِ التخلص من مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات.
ليست الأمومة مهمة سهلة، وتحمل في طياتها مجموعة من المشاعر المختلطة بين فرح وتعب وفخر وملل، وتسعى الأم دوماً لإثبات أنها الأفضل في هذه المهمة لنفسها ولأطفالها أولاً وللآخرين ثانياً، فتحاول تقديم أفضل رعاية وعاطفة وغذاء وملابس وألعاباً لأطفالها. ورغم هذا يكون أحياناً لموقف بسيطٍ، القدرة على التأثير على شعورها هذا بصورة عكسية.
فمثلاً رؤيتك لأم تتسوق مع طفلها بهدوء في لحظة يمر بها طفلك بنوبة غضب، أو رؤيتك لصورة القهوة التي تنشرها جارتك أو صديقتك صباحاً على منصات التواصل الاجتماعي ويظهر فيها منزلها بشكل أنيق ومرتب، في وقت تنتشر به ألعاب أطفالك في كل أرجاء البيت وربما حتى داخل كوب قهوتك! قد تدفعك هذه المواقف لتقارني نفسك بهما وتنظرين لهما بأنهما أمهات أفضل منكِ وتشعرين بالفشل والإحباط تجاه أمومتك.
ولكن أنا هنا لأقول لكِ أن عليكِ التخلص من مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات. وذلك لعدة أسباب نذكر منها:
أولاً: إن عملية المقارنة لا تكون عادلة
فأنتِ تقومين بمقارنة أفضل ما ترينه عند الآخرين بأسوأ ما ترينه لديكِ! وبالتالي لا تعتبر هذه المقارنة عادلة أو واقعية أو حقيقية. وتزيد من مشاعر اليأس والإحباط والنظرة الدونية للنفس. كما أن المقارنة تزيد من مشاعر التوتر لديكِ، وبلا شك ستدفعك للقيام بالمزيد من الأخطاء أو الانفعالات غير المدروسة. ومن ناحية أخرى أنتِ لا تستطيعين معرفة كل جوانب هذا الشخص ولا تستطيعين تحديد ما ينقصه وأنتِ تملكينه مثلاً.
ثانياً: لا أحد يعرض تجاربه السيئة أو فشله
رغم أن الجميع يمر بهذه المراحل أو المشاعر، إلا أن الأشخاص تميل للخصوصية والستر على عيوبها وإخفاقاتها. فلا تتوقعي أن تقوم أم بنشر فيديو لأطفالها وهم في نوبة غضب أو وهم يتدربون على نشاطٍ معين، ولكن بالتأكيد ستنشر فيديوهات بعد إتقانهم للنشاط!
ثالثًا: لا تريدين للمقارنة أن تكون عادة!
الدخول في معترك المقارنة لمرة واحدة سيجعلها عادة متكررة، وستزيد نتائجها سوءاً مع الوقت، ويمضي بكِ الوقت وأنتِ تطاردين وتحاولين تحقيق ما حققه أو ما عند الآخرين وتضيعين أنتِ وهويتك أثناء ذلك.
طرق يمكنك اتباعها للتوقف عن مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات
1| ممارسة التأمل والتركيز على نقاط قوتك
قومي بالتفكير وكتابة ما تتميزين به كأم واعملي على تطويره والحفاظ عليه فهذا يزيد من ثقتك بنفسك، قد تكونين مميزة بطبخ أصناف جديدة كل يوم، أو بقراءة القصص بأسلوب يستمتع به أطفالك، أو ذكية في اختيار أماكن تنزه مناسبة لأطفالك وهكذا. وقارني نفسك بنفسك من فترة لأخرى لتشعري بالفخر بشكل أكبر. أين كنت وإلى أين وصلت مقارنة بالماضي.
2| حدّدي العوامل التي تدفعك إلى مقارنة نفسك بالأمهات
قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي أو تجمع الصديقات أو التجمعات العائلية وما تشاهدينه أو تسمعينه فيها هي المحفز لكِ للمقارنة وإضعاف ثقتك بنفسك، لذا بعد التعرف على المحفز للمقارنة، من المهم وضع حد لذلك، كإلغاء المتابعة، إن كانت مواقع التواصل الاجتماعي، أو قللي الوقت الذي تقضينه في هذه التجمعات وفرغي مشاعرك بعدها بطريقة صحيحة، أو حاولي تجنبها قدر المستطاع.
3| تعلّمي الدروس
استعملي المقارنة كأسلوب لتحسين وتطوير حياتك عن طريق الاقتداء بما يعجبك عند الناس وتوظيفه بما يتناسب مع ظروفك وشخصيتك.
4|نمّي مشاعر الامتنان لديك
فكري بما هو جيد في حياتك الآن مهما كان يبدو لكِ بسيطاً فمجرد أن تكوني أنتِ وأطفالك بصحة جيدة، وتمارسون نشاطاً مشتركاً بكل حب، فهذا الأمر كافٍ لتكوني راضية وسعيدة.
5| تقبّلي نفسك واحتفلي بها
تقبّلي مشاعرك وأخطاءك وظروفك ولا تجعليها تسيطر عليكِ سلباً فكلنا نخطئ ونشعر بنقص تجاه شيء ما. الكمال ليس من صفة البشر!
حاولي إنهاء عملك مبكراً اليوم، أو ارسمي مع طفلك خطوطاً عشوائية، هذه أمور تستحق منك الاحتفال بنف وبأطفالك.
في النهاية، تأكدي أنك الأم الأفضل لأطفالك في كل وقت وظرف. ولأجلهم عليكِ أن تتخلصي من مقارنة نفسك بالأمهات الأخريات من هذه اللحظة.