عندما يبدأ طفلك الصغير والذي لم يتجاوز العام من عمره في المشي تجدين الفرحة والفخر يغمرانك. وقد يتعثر طفلك ويقع لكنك تجدين نفسك تشجعيه على المحاولة من جديد بكلمات حانية ورقيقة وكلام إيجابي قد لا يدركه طفلك في حينها وحين يبدئ بالمشي تعم الفوضى والخراب بالبيت فطفلك يكتشف مهاراته الجديدة.
لنتأمل معاً هذا الموقف ومواقف شبيهه مع أطفالنا، ما سبب إصرار الطفل على الاستقلال، يريد أن يمسك الملعقة لوحده ويشرب لوحده ويمشي بالرغم أن كل احتياجاته يتم تلبيتها لربما من الأسهل أن يبقى معتمدا على الآخرين لكنه يختار أن يستقل بنفسه! تُرى ما السبب؟ هل لأنه يراقب الكبار من حوله؟ ربما هذه من الأسباب، لكن السبب الأهم هو النضج الذي وصل له فمن الطبيعي تتغير احتياجاته وتظهر احتياجات ورغبات جديده تدفعه لتعلم المشي او الاستقلالية بشكل عام.
استذكري الصبر والفخر الذي كنتي تشعرين به ووليدك يتحول لطفل يعتمد على نفسه، واستحضري كل هذا المشاعر مرة ثانية وكوني صبورة وفخورة بانتقال ابنك الى مرحلة جديدة من مراحل النضج، هو الآن يحتاج دعمك وكلماتك المشجعة وروحك الإيجابية التي كنت تغمُرينه بها بطفولته.
خففي عزيزتي الأم من الشكوى والتذمر أن ابنتك أو ابنك لم يعود الطفل الذي ربيتيه، ابني مهووس بأفلام السينما، اشعر بالخجل من ابنتي لأنها ترفض أن تتحدث مع صديقاتي! صوت ابني عالي ودائم الصراخ، وغيرها الكثير من المشاكل التي يرى فيها الأهل نهاية العالم وأنهم في أزمة حقيقية.
هي فعلاً أزمة لكن الحل موجود وأول الحلول المعرفة كما أشرت بمقالات سابقة عن أهمية التربية الجنسية ومعرفة كل مرحلة من العمر وخصائصها.
في هذا المقال حديثي لك عزيزتي الأم لتستوعبي وتستقبلي كأم التغيرات التي تحدث لطفلك وتكوني عون وسند لطفلك في هذه المرحلة كما كنت من قبل.
نصيحتي لكِ
- استذكري واستحضري نفسك ومشاعرك في نفس عمر ابنتك وكذلك الأب فقط اشعروا لا تتحدثوا أو تقارنوا، الهدف ان تبذؤا بتفهم مشاعر أطفالكم عن طريق محاكاة مشاعركم السابقة.
- احضني ابنك او ابنتك وتأملي وجه صغيرك بين يديك تماما كما فعلت أول مرة وقع نظرك عليه وتأملي عمره وكيف بدأت ملامح الشباب تتسلل الى وجهه. أخبريهم بحبك وأنهم قد كبروا.
- هيئي نفسك لاستقبال وليدكِ من جديد.
من أول يوم تستقبلي طفلك تبدأ رحلة البحث والمعرفة، كم وزن طفلي؟ محيط الرأس؟ ماذا يأكل؟ هل بدأ بالجلوس؟ متى نطق أول كلمة؟ هل تذكرين؟ العديد من الملاحظات والمتابعات والتفاصيل التي لم تبخلي بها على طفلك وكنتي شديدة الحرص على مراقبة نموه لتتأكدي بأن طفلك ينمو بطريقة طبيعية، وهذا كان سبب نجاحك تتبعك للتغيرات والتطورات التي يمر بها وليدك.
وهذه هي نفس أسباب النجاح التي عليك إتباعها مع ابنك أو ابنتك في مرحلة المراهقة. أحضري ورقة وقلم ودوني بعض التغييرات التي حصلت لهم مقارنة بمرحلة الطفولة.
إليك بعض النقاط التي يمكنك تدوينها وملاحظتها:
- الشكل الخارجي: الوجه، الطول، الحجم.
- تعاملاته مع من حوله: حساسيته، انفعالاته، رد فعله
- أوقات الفراغ: الأنشطة التي يحبها، الهوايات
عزيزتي الأم ابنك أو ابنتك الآن في مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد وهي المراهقة وهم يتعلمون فيها المشي من جديد مهارات جديدة وجسمه يتغير ويكبر، إذا كانت مرحلة المشي صعبة في البداية ووجد منك كل الدعم والتشجيع واستطاع عبور هذه المرحلة بمساندتك وأصبحت كل السقطات والعثرات ذكرى فهو الان بحاجة إليك ليتعلم المشي من جديد بعالم جديد وواقع مختلف هو بحاجة يدك لتمتد اليه عندما يتعثر وكلماتك وروحك الإيجابية عندما يتوقف عن المحاولة وحضنك حينما يتعب وابتسامتك ليطمئن بأنك موجودة دائماً.
مهما كانت العثرات قاسية ومؤلمة فبها سيشتد ويعبر المرحلة لينطلق أقوى للمرحلة القادمة بتحديات وعثرات ومشاكل جديدة.
تعرفي على أفكار عملية ومفيدة في تنشئة المراهقين