انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

شكاوى الأهل من أطفالهم المراهقين

شكاوى الأهل من أطفالهم المراهقين

يشتكي الكثير من الأهل من سلوك أبنائهم المراهقين حيث أنهم يتغيرون كثيراً في مرحلة المراهقة. ما هي أبرز هذه الشكاوى؟ وما سببها؟ اعرفي المزيد في هذا المقال

 إبني صعب أشعر أنني لا أعرفه هو ليس الطفل الذي أعرفه

نشعُر أحياناً أن ابننا المراهق هو ليس ذات الطفل الذي ربيناه، وكأن مرحلة المراهقة سرقت منا ذلك الطفل والصديق الذي اعتاد على الخروج وقضاء وقت جميل معنا ومشاركتنا كل تفاصيل حياته.

لا تبتئس فهي مرحلة مؤقتة وستمر أيضاً، المهم أن تتذكر أنه بنهاية هذه المرحلة سيتحول إلى شخص مستقل، إنه ليس نسخة منك، وهو لا يريد أن يكون كذلك.

القاعدة الأساسية لرعاية هذا الكائن الجديد هي ألا تحاول أن تقنعه بفعل شيء لا يريده فكل هذه المحاولات ستزيد الأمور تعقيداً وستُصيبك بالإحباط. تذكر أن ابنك الجميل واللطيف لا زال موجوداً خلف الشخصية المتذمرة والانعزالية عن العائلة وخلف الملابس والتسريحة الغريبة!

كل ما هو مطلوب من الآباء في هذه المرحلة بذل الجهد في بناء علاقة جديدة مع أبناءهم المراهقين وتقّبلهم وحبهم بكل ما فيهم، فإذا كنت تنخرط في وصلات من الانتقاد ومقارنته بغيره من الاطفال أو بنفسك وأنت بعمره أو بإخوته عليك أن تتوقف فورا عن هذه السلوكيات والمقارنات، فإذا كنت تعتقد أن هذا السلوك يُحفّز ابنك المراهق أنت في الواقع ستؤدي إلى شعوره بالغضب وانعدام الثقة وتوتر العلاقات بين الإخوة والأصدقاء وبينك وبينه أيضاً.

احرصي على معرفة الأشياء التي يحبها ابنك وشجعيه وكن مستعدا لتدعمه، ورغم هذا تجنبي تصنيف ابنك على أنه “الفنان، الرياضي، الكاتب” فهذا من الممكن أن يحدد قدراته ويعيقه من ممارسة مهارات أخرى.

كما الجميع يحتاج لسماع المديح والمجاملات كذلك هو ابنك المراهق يحتاج لسماع المديح والتقييم الإيجابي منك ليشعر بالسعادة وتقدير الذات.

ابنتي تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية! ولا اشعر انها تهتم بمستقبلها!

الإنسان يتعلم المسؤولية بمرور الوقت، والمسؤولية مهاره لا بد أن تبدأ بتعليمها لأبنائك بشكل تدريجي منذ الطفولة المبكرة، الاستخدام المتكررة لتفويض السلطة هو أفضل وسيلة لتعليم الأطفال تحمل المسؤولية، على أن تكون مناسبة لسن الطفل، وتزيد المسؤوليات مع نمو الطفل، وعندما يصل الطفل لمرحلة المراهقة لا بد أن يكون قادراً على اتخاذ بعض القرارات الخاصة به وتحمل مسؤوليتها.

ساعده على اتخاذ القرار عن طريق توضيح المخاطر والفوائد من كل خيار وساعده على اجراء التقييم الداخلي من تلقاء نفسه، ولا تعتقد أنك بذلك ستمنع وقوع المشاكل، من الطبيعي أننا كآباء نرغب بحماية أبناءنا من كل المخاطر والإحباطات وقسوة العالم من حولهم، لكننا بذلك لا نساعدهم فهم إن اعتادوا على التصرف بدون تحمل عواقب أفعالهم فلا نتوقع منهم أن يكونوا أشخاص مسؤولين في المستقبل.

المراهق المدلل والذي لا يتحمل مسؤولية أفعاله وقراراته يشبه الطفل الأناني متقلب المزاج وما يهمه ذاته والانا فقط، وهذه الصفات عند الطفل الصغير تعتبر عادية جداً أما عند مراهق يسعى لينفصل ويستقل عن والديه خطيرة، لأنها قد تؤدي إلى سلوكيات خطرة قد تعرض حياة وصحة المراهق للخطر.

يجب علينا كآباء التوقف عن حل المشكلات لأبنائنا، فإذا نسي كتابه في البيت لا تهرع إلى المدرسة لإيصال الكتاب ودعه يتحمل العواقب، دعه يتحمل مسؤولية ملابسه ونظافتها من أجل اليوم التالي للمدرسة، لا تغسلي ملابسه إن لم يقم بوضعها في المكان المخصص للغسيل، دعه يراقب مواعيد التدريب وهو من يتابعها فإذا تأخر بالوصول أو فاته موعد التدريب دعه يتحمل العواقب فهو هكذا يتعلم معنى المسؤولية.

تحكم بنفسك، اختبر صبرك لربما تكون العملية صعبة! بالتأكيد الغريزة الأبوية تدفعنا للتدخل وتحسين الأمور لكن بالصبر وجعلهم يختبرون عواقب أعمالهم ستنتج مع الوقت مراهق ومن راشد يتحمل المسؤولية.

بالاتفاق على بعض القواعد الأساسية لتحمل المسؤولية يمكن أن تنتج مراهق مسؤول فأحياناً بعض الانزعاج من موقف ما يعلم درساً قيماً.

مشاكل بسيطة مع المراهقين لكنها فعلا مزعجه

سيناريو قد يحص بنفس الطريقة باختلاف الطلبات، مثلًا أم تطلب من ابنتها غسل الصحون أو وضعها في الجلاية، البنت ستجيب والدتها: حسناً بعد قليل سأفعل، تعود الأم بعد ساعتين وتلاحظ أن ابنتها لم تقم بالمهمة وتعود للتذكير، والجواب سيكون حسناً حسناً بعد قليل سأفعل وهي تتكلم أثناء متابعه برنامجها المفضل أو أثناء تركيزها بهاتفها.

يمكنك تجاهل الصحون وتذكير ابنتك بشكل متكرر بالمهمة، ولكن ما يحدث أنك في نهاية اليوم ستشعُرين باليأس وتقومين بتنفيذ المهمة بنفسك وتبدأين بلوم نفسك لماذا قمتي بالطلب من ابنتك أن تقوم بمساعدتك.

وهنا تنتصر ابنتك عليك بأسلوب الإزعاج المستمر، فهي قررت أن تزعجك حتى تستلمي وتقومي بالمهمة عنها، فأنت لم تحددي لها ما عواقب عدم قيامها بالمهمة، وليس هناك أي إجراء لعدم تنفيذ المهمة.

لكي تتجنبي ازعاج ابنتك أو ابنك، وهي عملية تستنزف طاقتك وتصيبك بالإحباط، عليك عند طلب مهمة تحديد مدى قدرتهم على أنجازها وتحديد إطار للمهمة. كأن تقولي لابنتك: “عليك مهمة إخراج القمامة قبل العشاء، من فضلك” في حال اقترب العشاء ولم تنجز المهمة قومي بتذكيرها باقتراب الموعد، ويمكنك اعطاءها كيس وتوجيهها لتقوم حالاً بأداء المهمة فلا زال هناك متسع من الوقت قبل العشاء.

ماذا لو لم تقم بالمهمة؟ في هذه الحالة لا بد أن نفكر في تعويض على قدر المهمة المطلوبة فمثلا، إذا أنا قمت بالمهمة عنها التوضيح لها أنها بالغد ستعوضها بأداء مهمة إخراج القمامة وتنظيف طاولة العشاء لوحدها بدون مساعده.

ماذا لو استمرت في التهرب؟ في هذه الحالة نبدأ بربط المهام وأداءاها بشيء مفضل لها، على سبيل المثال لن تسمحي لها بالخروج مع أصدقائها إذا لم تقم بالمهمات المطلوبة منها.

أما إذا استمرت بالتهرب وواصلت إزعاجها المستمر لا بد من الحديث معها للتوصل إلى حلول واقتراحات لجعل الأمور أكثر سهولة.

تربية المراهقين تحتاج منا كآباء إلى مهارات جديدة تختلف عن مهارات تربية الطفل، فلا بد ان نتعلم مهارات التخلي عن السيطرة ونكتسب مهارات التفويض والمفاوضة ومهارات الاستماع للوصول إلى حلول مناسبة للطرفين.

لا تجعلوا تربية المراهقين تضغط على أعصابكم وتحلو بنظرة إيجابية للصعوبات، وتذكروا دائماً أن مخ المراهقين مختلف عن مخ الشخص البالغ، وبالتالي فإن الأمر يحرج عن سيطرة المراهق.

 

تصفحي أيضاً التربية الجنسية في عمر المراهقة من عمر 13 إلى 17 سنة


انضمي للنقاش