انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

القيادة بحب – أنت أم جيدة

القيادة بحب – أنت أم جيدة

أصبحت غير قادرة على عد المرات التي قلت فيها لنفسي انني أم سيئة، بسبب شعوري بالسوء بأنه كان يمكنني فعل ما هو أفضل، أندم على الأوقات التي قضيتها مع نفسي ولتلبية احتياجاتي بدلا من احتياجات أطفالي، واستمر في السؤال هل أنت أم جيدة ؟

أنتِ أم جيدة !

كنت أعتقد أن باستطاعتي أن أكون أم جيدة، بمراجعة تلك المواقف التي ظننت فيها أنى أم سيئة، فنحن دائماً نتعلم عن طريق مراجعة أفعالنا وعن طريق التقليد واتخاذ القدوة، ولكن أن نكون نحن مصدر العطاء الأساسي لأطفالنا فهذا يضع علينا الكثير من الضغط لنكون الأفضل دائماً ولكن في محاولتنا أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، ننسى أننا بشر واننا نخطئ ونصيب بغض النظر عن النسخة التي نحن عليها الآن أو التي نسعى للوصول لها.

كأشخاص بالغين فنحن نمتلك القدرة على التمييز بين الخير والشر الصواب والخطأ وبالتالي هذا ينعكس على الطريقة التي نقوم بتربية آبنانا عليها، وعلى تعليمهم دروس الحياة، خصوصًا قبل أن يقوموا بتطوير الوعي الخاص بهم أي قبل سن الرابعة، حيث في هذه المرحلة لم يطور الأطفال معرفتهم وقدرتهم على التفريق بين الصواب والخطأ، فقط ما يعرفونه هو ناتج عن ما وصل اليهم عن طريقنا، وتحديد ما إذا كنتِ أم جيدة او سيئة مبني على الطريقة التي نشأتِ بها جنباً إلى جنب مع تأثيرات البيئية والدين والمجتمع، ومع غياب هذه الشروط لن يكون الطفل قادر على تطوير مفهوم الأم الجيدة.

ولكن من فطرتنا كبشر أن نرتكب بعض الأخطاء خلال الحياة، والحياة هي عبارة عن رحلة تجريبية مثل الاحتمالات في الرياضيات فيها الصواب وفيها الخطأ، وكل ما كنا صبورين ومتفهمين أكثر ستكون الخطوة القادمة أكثر وضوحًا، وقدرتنا على مراجعة أنفسنا ومعرفة أين كان الخطأ، تجعلنا قادرين على تصويب أنفسنا خلال المرات القادمة، ولكننا نميل دائما على التركيز على الخطأ بينما نمر على الصواب بسرعة.

وخلال رحلتي لأكون نسخة أفضل من نفسي أدركت ان ما أنا عليه اليوم هو المناسب لهذا اليوم وعن طريق التبديل من الشعور بالذنب إلى التعاطف مع نفسي تغيرت حياتي إلى الأفضل.

 

التعاطف مع نفسي لم يقدني فقط إلى أن إكون صبورة والى فهم نفسي كأم جيدة فقط، ولكن جعلني أفكر في ماهي القدوة أو النموذج الذي أقدمه لأطفالي، فأنا لما أعد أريدهم أن يشعروا بالضغط بعد الآن وأن يقوموا بفعل أشياء فقط من أجل إرضاء الآخرين، ولكني أريد منهم فقط أن يكون لديهم وعي كافي بأنفسهم وأن يفهموا أن كل خطأ هو فرصة جديدة للتعلم وللنمو وأن الخطأ لا يعني الخسارة أو الفقد.

نحن نميل إلى أن نكون عاطفيين مع الآخرين أكثر من أنفسنا، ونسعى لحب أطفالنا بكل ما نملكه من قدرة، ولكننا لسنا قادرين على إظهار هذا الحب لأنفسنا فنحن ودون أن ندري نحرم أنفسنا من الحب الذي تمتلئ به قلوبنا.

ولذلك ومن أجل التغيير دعونا نظهر لأنفسنا بعض الحب والرحمة التي نمحنها لأطفالنا دون قيود أو شروط، حتى نتمكن دائماً من التعامل بهذا الحب والرحمة في كل علاقتنا مع الآخرين، وبدءًا بأنفسنا.

إلى كل أم تعاني وتكافح لكي ترى الجانب المشرق للأمومة، أنا أراك وأسمعك وأنا أعلم تماما أنكِ تفعلين أفضل ما يمكنه فعله، لذلك كوني مشرقة دائماً.


انضمي للنقاش