انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

تغيير المسار الوظيفي للأمهات : هل ممكن؟ وما إمكانية نجاحه؟

تغيير المسار الوظيفي للأمهات : هل ممكن؟ وما إمكانية نجاحه؟

هل تشعرين كامرأة عاملةٍ بالرضا عن وظيفتك؟ هل لديك القناعة التامة بالمسار الوظيفي الذي قمتي باختياره لنفسك؟ أم أنك تفكرين دائماً بتغيير عملك؟ لا بد أن فكرة تغيير المسار الوظيفي، تراود الكثير من النساء العاملات في الكثير من الأوقات. ولأننا نعيش في عالم مليء بالمتغيرات. أصبحنا نشاهد ونسمع قصصاً لكثير من النساء اللاتي قمن بتغيير مسارهن الوظيفي والمهني بنجاح باهر ولكن، ما هي الأسباب والدوافع التي قد تقف وراء ذلك؟ وكيف يمكنك التعامل مع هذه الأفكار؟ وما مدى إمكانية تطبيق هذه الفكرة بنجاح على أرض الواقع؟ هذا ما سنناقشه معك في هذا المقال.

أسباب تغيير المسار الوظيفي للأمهات

لا شك أن الأسباب والدوافع التي قد تقف وراء تغيير المسار الوظيفي كثيرة ومتعددة، ولكننا اليوم سنقف عند الأهم منها.

– اختيار التخصص الدراسي والشغف

إن الصورة النمطية التي لطالما رسمها وفرضها علينا المحيط والمجتمع، تتلخص في اختيار تخصصاتنا الدراسية بما يتماشى فقط مع الدرجات التي نحققها، بغض النظر عن رغباتنا وما نحب لأنفسنا أن نكون. لذلك، فإننا نرى الكثير ممن فرض عليهم اختيار تخصصات معينة، قد وجدوا أنفسهم لاحقاً مضطرين للعمل في مجال تلك التخصصات. دون وجود شغف حقيقي اتجاهها. مما يجعلهم لاحقاً في مرحلة ما من حياتهم، غير قادرين على المضي في تلك الطرق التي لم يختاروها لأنفسهم يوماً. فيلجؤون لتغيير المسار الوظيفي واختيار ما يجعلهم يشعرون بالرضا عن ذاتهم.

– التغييرات والمؤثرات الخارجية على مجالات العمل

في ظل التغيرات التي تطرأ على العالم، وأهمها التطور التكنولوجي. أصبحت الكثير من مجالات العمل، تأخذ أشكالاً أخرى. وربما أصبحت الفرص المتاحة أقل. وذلك، بسبب الاعتماد الكبير على التكنولوجيا. والقدرة على استبدال العنصر البشري بجهاز أو برمجية، تقوم بإنجاز المهام بدلاً منه بكفاءة عالية ووقت أقل.

– انعدام فرص التقدم الوظيفي والمادي

قد تصل الموظفة إلى مرحلة ما، تدرك فيها أن طبيعة العمل الذي تقوم به، لا تسمح بتحقيق أي تقدم على الصعيدين المادي والمهني. وقد لا تتيح لها فرصة اكتساب مهارات وخبرات جديدة. ما يدفعها بشكل جدي إلى اتخاذ خطوة تغيير المسار الوظيفي لتحقيق التقدم الذي يتناسب مع طموحها وتطلعاتها.

– التغيرات الاجتماعية التي قد تطرأ على حياة الموظف

كثيراً ما تعاني النساء والأمهات بشكل خاص مع التغييرات التي تطرأ على حياتهن، فالمسؤولية الملقاة على عاتقهن، والتي تتطلب منهن رعاية أطفالهن وقضاء أوقات طويلة معهن، لا تتناسب مع نوعية الكثير من الوظائف التي قد يعملن بها، حيث يغيب عنصر المرونة الذي تحتاجه معظمهن، لذلك، فقد يبدأن بالتفكير في اختيار المسار الوظيفي الدي يتناسب مع احتياجاتهن كأمهات ويساعدهن على تحقيق التوازن بين الحياة العملية والعائلية.

ما هو الوقت المناسب لتغيير المسار الوظيفي للأمهات ؟

لا توجد إجابة صحيحة في المطلق على هذا السؤال. لكل منا ظروف حياته الخاصة، احتياجاته وتطلعاته المختلفة عن الآخرين. لذلك، نستطيع القول بأنك وحدك من تملكين الإجابة. ولكن، عليك أن تتذكري بأن الوقت لم ولن يكون متأخراً أبداً لشق طريق جديد.

من المؤكد أن خطوة تغيير المسار الوظيفي، ليست بالأمر السهل. وقد تشكل نقلة نوعية حقيقية في حياتك المهنية. لذلك، فإنها تحتاج للكثير من التخطيط والتفكير. وإليك هنا بعضاً من الخطوات التي قد تساعدك للبدء في هذه المرحلة الانتقالية بنجاح:

1-حددي أولوياتك وضعي الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من خلال تغيير المسار الوظيفي.

2-قومي باختيار المجالات التي تتناسب مع شغفك والأشياء التي تحبين القيام بممارستها، فالشغف هو المحرك الذي يضمن لك الاستمرارية وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف.

3-أعيدي تقييم مهاراتك وتأكدي ما إذا كنت تمتلكين ما يكفي منها للبدء في المجال الذي اخترتي العمل به.

4-استشيري أصحاب الخبرة، ادرسي حاجات سوق العمل وتأكدي من وجود فرص مناسبة تتناسب مع الأهداف التي وضعتيها لنفسك.

5-احرصي على بناء شبكة علاقات قوية في المجال الذي تودين العمل به. فالعلاقات تفتح المزيد من الأبواب وتوفر عدداً أكبر من الفرص.

6-اكتساب الخبرة أيضاً أمر مهم جداً. قد تحتاجين في البداية إلى التطوع أو الانخراط في البرامج التدريبية. سيساعدك هذا الأمر لاحقاً لبدء ممارسة العمل الجديد بشكل احترافي.

7-ادخري بعض الأموال لهذه المرحلة الانتقالية. فكما ذكرنا سابقاً، قد تحتاجين لممارسة العمل في المجال الجديد بشكل تطوعي. لذلك، عليك أن تكوني جاهزة من الناحية المادية. فقد يتطلب الأمر وقتاً لكي تستطيعي الحصول على عمل مدفوع الأجر.

8- طوري من نفسك واكتسبي المزيد من المهارات التي تساعدك في بناء مسيرة مهنية قوية. وذلك، عن طريق الحصول على شهادات تدريبية تتناسب مع مجال العمل الذي تودين القيام به.

9- كوني واقعية وتحلي بالصبر. لا تنتظري تحقيق نتائج مذهلة في وقت قياسي، ضعي كل الاحتمالات أمام عينيك وكوني مستعدة لمواجهة النتائج دائماً.

كما ذكرنا سابقاً، خطوة تغيير المسار الوظيفي، لن تكون بالأمر السهل أبداً. فهي بالتأكيد تعتبر خروجاً من منطقة الراحة الخاصة بك. لذلك، فإنها تتطلب الكثير من الحكمة، القوة والصبر.

قد تحتاجين لتقديم بعض التضحيات. قد تتعثرين في بعض الأوقات، وربما تشعرين بأنك لا تسيرين على الطريق الصحيح. ولكن، تذكري دائماً بأن النجاح يتطلب منك العمل الجاد والإصرار.

هذا المقال بقلم تالا الواكد من فريق كلنا أمهات


انضمي للنقاش