انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

إلى الأم العاملة: احذري الوقوع في هذه الأخطاء مع أطفالك

إلى الأم العاملة: احذري الوقوع في هذه الأخطاء مع أطفالك

هل أنتِ أم عاملة وشعرتي يوماً بالذنب اتجاه أطفالك وسعيتي للتكفير عن هذا الشعور بمختلف الطرق دون التفكير في مدى صحتها وعواقبها؟ إن كان جوابك نعم، فلست وحدك. فلطالما كانت الأم بشكل عام والأم العاملة بشكل خاص تقع في هذا الفخ. بين حاجتها للعمل خارج المنزل وشعورها بالتقصير تجاه الأطفال. بين سعيها لتربية أطفالها بطريقة سليمة وبين حاجتها لإرضاء غريزة الأمومة في داخلها قد تضيع البوصلة وقد تقوم بممارسة سلوكيات دون التفكير في آثارها وعواقبها.

لماذا قد يلازم الأم العاملة شعور بالذنب والتقصير؟

لا بد أن الشعور بالذنب ومشاعر التقصير التي قد تسيطر على الأم العاملة قد تبدو مبررة ومنطقية في بعض الأحيان. نستطيع القول بأنها جزء لا يتجزأ من غريزة الأم أينما وجدت. ولكن -وفي أحيان أخرى- قد يزداد شعور الأم بالذنب والتقصير عن حده الطبيعي. ومما قد يجعل الحالة أكثر صعوبة هو كثرة الانتقادات التي قد توجه للأم والأحكام المسبقة التي يميل المجتمع لإطلاقها خاصة في حق الأم العاملة؛ فغيابها عن أطفالها قد يجعلها تتعرض للوم والاتهام بالأنانية وبالتقصير اتجاه عائلتها.  لذلك فإنها قد تسعى لإثبات العكس لنفسها وللجميع، ما يجعلها تقع في بعض الأخطاء التربوية.

أخطاء قد تقع فيها الأم العاملة مع أطفالها:

-غياب التوجيه والتقويم لسلوك الأطفال:

قد تعتقد الأم العاملة في كثير من الأحيان أن توجيه الملاحظات وتقويم سلوك الأطفال قد يؤثر سلباً على علاقتها معهم ويجعلهم أقل تقبلاً لها؛ وذلك بحكم غيابها المتكرر عنهم. لهذا فإنها قد تقوم بغض الطرف عن بعض سلوكياتهم الخاطئة وتجنب إعطائهم الملاحظات عليها.

-إعطاء الوعود الكاذبة:

قد تجد الأم العاملة أحياناً نفسها مضطرة على إعطاء الأطفال وعوداً، رغم معرفتها بصعوبة تحقيقها نظراً لظروف حياتها. قد يدفعها لذلك الإلحاح الذي قد تواجهه، فتفضل احتواء الموقف بقطع تلك الوعود بدلاً من التحلي بالصراحة والشفافية. متناسية بذلك أنها قد تفقد ثقة أطفالها تدريجياً نتيجة لهذا السلوك.

 -التعويض بالهدايا:

قد تلجأ الأم العاملة إلى السعي للتعويض عن غيابها عن طريق تقديم الهدايا لأطفالها دون وجود ضرورة أو مناسبة تستدعي ذلك. ولكن، هذا السلوك قد ينتج عنه أطفالاً ماديين ومتطلبين، تتمحور مفاهيمهم عن حب العائلة والروابط الأسرية حول عدد الهدايا التي تقدم لهم وقيمتها.

-التركيز على الكم وإهمال النوع:

قد تسعى الأم العاملة إلى قضاء أطول وقت ممكن مع أطفالها كلما سمحت لها الفرصة. ولكن دون أن تهتم بنوعية وجودة هذا الوقت. رغم أن التركيز على قضاء وقت نوعي مع الأطفال وممارسة الأنشطة التي تسعدهم قد يسهم بشكل كبير في تحسين علاقتها بهم حتى وإن كان هذا الوقت قصير نسبيّاً. سيترك أثراً جميلاً في أنفسهم.

كيف تتجنب الأم العاملة الوقوع في الأخطاء السابقة؟

لا بد أن عمل الأم خارج المنزل قد يضع على عاتقها حملاً أكبر نوعاً ما. فكثرة المسؤوليات خارج المنزل وداخله ستزيد من مقدار الضغوطات. ولكن من المؤكد أن الأمهات يمتلكن من الطاقة ما يمكنهن من التعامل مع كل تلك المسؤوليات بطريقة ناجحة. وبما أن تربية الأطفال والحفاظ على علاقات جيدة معهم، سيبقى أكثر ما يشغل بال الأم العاملة.

فإن أكثر ما قد يساعدهن هو إيجاد طريقة للتواصل معهم وإبقاء باب الحوار مفتوحاً معهم طوال الوقت. التحلي بالصراحة والشفافية معهم أيضاً هو عنصر هام جداً لتوطيد تلك العلاقة وتجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تنعكس سلباً على شخصياتهم وأفكارهم.

في الختام، تذكري بأن خروجك للعمل مهما كانت دوافعك، لم يقلل من مقدار حب أبنائك لك. لذلك لا تجعلي شعورك بالذنب اتجاههم يقود أفكارك وسلوكياتك معهم. ليس عليك أن تكوني أماً مثالية في كل الأوقات. ولكن، المؤكد بأنك ستكونين دائماً الأم الأفضل بالنسبة لهم.

 

كُتب هذا المقال بقلم تالا الواكد من موقع كلنا أمهات


انضمي للنقاش