انشري سؤالك
العنوان
سؤالك مختصر (اختياري)
اختاري موضوع
تجاهل

فن الامتنان الطريق لراحة الأم النفسية والتربية الإيجابية

فن الامتنان الطريق لراحة الأم النفسية والتربية الإيجابية

الأم هي مرآة المنزل. فشعور الأم بالراحة النفسية واتسامها بالهدوء والصبر والحكمة هو المفتاح لبناء أسرة سوية نفسياً والحصول على رحلة تربية إيجابية. وممارسة فن الامتنان هو مفتاح من المفاتيح التي تحقق للأم هذه الراحة النفسية. فما هو فن الامتنان؟ وما دوره في تحقيق الاستقرار الأسري؟

ما هو الامتنان؟

الامتنان هو الشعور بالرضا وراحة البال والشكر لنعمة وجود أشياء جميلة في حياتنا. فالحصول على كوب قهوة دافئ بعد يوم عمل طويل، أو قضاء وقت نوعي كافٍ وممتع مع الأولاد هذا الأسبوع، أو تناول وجبة لذيذة يحبها كل أفراد العائلة وتبادل أطراف الحديث خلال تناولها. أو حضن وقبلة من طفلك بشكل مفاجئ كل هذه التفاصيل والأمور البسيطة تعتبر محفزاً لشعور الامتنان.

وشعور الامتنان يكون مصدره الداخل تجاه كل النعم من حولنا، أطفالنا وأزواجنا والعائلة أو زملاء العمل أو الأصدقاء والحصة والمال والعقل، وانعكاسه النفسي إيجابيٌ علينا دوماً، وأفضل استشعار في الامتنان، هو الامتنان للخالق على نعمه ثم لأنفسنا.

آثار الامتنان النفسية والجسدية على الأم والأطفال

وللامتنان آثار نفسية عديدة تناولتها الأبحاث والدراسات أهمها: أنه يزيد من مستويات الرفاهية في حياة الناس. ويحد من أعراض القلق والاكتئاب. يخفف من الشعور بالمقارنة السلبية تجاه الآخرين. كما أنه يقوي من العلاقات الشخصية ويساعد في الحفاظ عليها. كذلك يزيد من شعور الفرد بالمسؤولية وبالتالي تحقيق المزيد من النجاحات والتخلص من العادات السلبية كالمماطلة والتسويف. وهذه الآثار النفسية تنعكس بشكل تلقائي على صحتنا الجسدية كالحصول على نوم أفضل، والتقليل من أمراض الضغط والسكري والقلب وغيرها.

ومن جانب آخر ستنعكس هذه الآثار النفسية على صحة الأطفال النفسية، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم وانخراطهم في المجتمع بصورة فعالة أكثر فالطفل الذي يستشعر الامتنان يكون أكثر قدرة على العطاء والتطوع. وتتطور قدرتهم على اتخاذ القرارات وحل المشكلات. باعتبار أن الوالدين هم قدوة أطفالهم الأولى وخاصة الأم.

ومن الجدير بالذكر هنا أن فهم الطفل لمفهوم ومشاعر الامتنان يبدأ بين عمر الأربع سنوات ويظهر بشكل واضح في حوالي عمر الثمن سنوات.

كيف نكتسب أو نطور مهارة الامتنان؟

الامتنان هو مهارة أو عادة يمكن اكتسابها بالتدريب والممارسة المستمرة. ومن الطرق التي تساعدك في ممارسة الامتنان ما يلي:

1-رسم خريطة بصرية للامتنان:

أي وضع لوحة أو ورقة وكتابة أمور تشعرك بالامتنان يومياً وترميزها برسومات مبهجة، أو إلصاق صور جاهزة أو صور شخصية من تصويرك. ثم تعليق اللوحة في مكان بارز في المنزل أو تصويرها ووضعها خلفية حاسوبك أو هاتفك الخاص لتريها بشكل دائم. ويمكن تغيير رسومات وصور الخريطة من وقت للآخر.

2-وعاء الامتنان:

بإمكانك استخدام أي علبة أو صندوق تحبينه أو يحمل لكِ ذكريات مميزة. وكتابة الأمور التي تسعدك أو النعم الممتنة لوجودها في حياتك على ورق الملاحظات الملون الصغير ووضعها بداخله. والسحب منها كل يوم صباحاً واحدة بشكل عشوائي وقراءتها.

3-كتابة مذكرات الامتنان:

تخصيص حوالي 5-10 دقائق يومياً صباحاً أو قبل النوم لكتابة أمور ومواقف جعلتك تشعرين بالامتنان والسعادة اليوم. ومن الممكن كتابة رسالة شكر للأشخاص اللذين قاموا بتحفيز شعورك بالامتنان. فشكرك قد يصنع يومهم ويجعلهم ممتنين هم أيضاً!

من الممكن إشراك أطفالك أيضاً في هذه التدريبات وتطويعها لتكون مناسبة حسب أعمارهم.

في النهاية. تذكري قول الفيلسوف الياباني ديساكو إيكيدا:” أولئك الذين لديهم دائماً شعور بالتقدير والامتنان لا يصلون أبداً إلى طريق مسدود في الحياة. فطوري هذه المهارة لأجل نفسك أولاً ولأجل أطفالك ومن حولك ثانياً.

كُتب المقال بقلم سيرين عوض من فريق كلنا أمهات

انضمي للنقاش